+A
A-

كاتبة وأم لطفل توحدي زينب أحمد جاسم

يمر‭ ‬تدريب‭ ‬المشخصين‭ ‬باضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭ ‬بمراحل‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭  ‬المد‭ ‬والجزر‭ ‬،‭ ‬فذلك‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬التوحد‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مصاحبًا‭ ‬له‭ ‬إعاقة‭ ‬أخرى،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أخصائي‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬مركز‭ ‬تربية‭ ‬خاصة‭ .‬

يمر‭ ‬تدريب‭ ‬المشخصين‭ ‬باضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭ ‬بمراحل‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭  ‬المد‭ ‬والجزر،‭ ‬فذلك‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬التوحد‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مصاحبًا‭ ‬له‭ ‬إعاقة‭ ‬أخرى،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أخصائي‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬مركز‭ ‬تربية‭ ‬خاصة‭.‬

 

‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الأخصائي‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لدخول‭ ‬الطفل‭ ‬باب‭ ‬المركز،‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬هي‭ ‬نكران‭ ‬الأهل‭ ‬لحالة‭ ‬الطفل،‭ ‬أما‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬التدريب‭ ‬فإن‭ ‬أولها‭ ‬عدم‭ ‬التواصل‭ ‬البصري،‭ ‬وذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬وتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬والأخصائي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مهارة‭ ‬التواصل‭ ‬البصري‭ ‬هي‭ ‬المفتاح‭ ‬الأول‭  ‬وعدم‭ ‬إتقانها‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأخر‭ ‬أغلب‭ ‬المهارات،‭ ‬وهي‭ ‬تأتي‭ ‬قبل‭ ‬حتى‭ ‬الجلسة‭ ‬الصحيحة‭ ‬على‭ ‬الكرسي،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬تدريب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬يرتاح‭ ‬له‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الصالة‭ ‬الرياضية‭ ‬أو‭ ‬الحديقة،‭ ‬وفي‭ ‬مرحلة‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬الجلوس‭ ‬والهدوء‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬ممن‭ ‬شخصوا‭ ‬باضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭ ‬ويعانون‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الحركة‭ ‬ونقص‭ ‬الانتباه،‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬الأخصائي‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬للعب‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬له‭ ‬إكسابه‭ ‬المهارة،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬الأخصائي‭ ‬ومعززاته‭.‬

‭ ‬

‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬إصرار‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬أطفالهم‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬معينة‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬أهوائهم،‭  ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬الطفل،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تطوره،‭ ‬وقد‭ ‬يطلبون‭ ‬المستحيل‭ ‬ظنًا‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬الأخصائي‭ ‬يملك‭ ‬تعويذات‭ ‬أو‭ ‬عصا‭ ‬‮«‬هاري‭ ‬بوتر‮»‬‭ ‬كي‭ ‬يصبح‭ ‬ابنهم‭ ‬طبيعيا‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها‭. ‬

‭ ‬أيضًا‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬الأخصائي‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الواحد‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬تقسيم‭ ‬الأطفال‭ ‬حسب‭ ‬الحالات‭ ‬المقاربة،‭ ‬مما‭ ‬يشتت‭ ‬الجهد‭ ‬المبذول‭ ‬وعدم‭ ‬إعطاء‭ ‬التوحدي‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬التدريب‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬القيام‭ ‬بسلوكيات‭ ‬عنيفة‭ ‬كالضرب‭ ‬والركل‭ ‬والعض‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬ففي‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬التوحدي‭ ‬غير‭ ‬ناطق‭ ‬فإنه‭ ‬يواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬رغباته،‭ ‬فيمكن‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الصور‭ ‬التعبيرية‭ ‬(PECS system).‭   ‬

 

‭ ‬ومرورا‭ ‬بالسلوكيات‭ ‬الجنسية‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تطرأ‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬سن‭ ‬البلوغ‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬يرفضها‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬رافضين‭ ‬معها‭ ‬التدخل‭ ‬الدوائي،‭ ‬فقد‭ ‬يواجه‭ ‬الأخصائي‭ ‬بعض‭ ‬حركات‭ ‬التحرش‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بتقليدها‭ ‬من‭ ‬والديه‭.‬

 

وبعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فبعض‭ ‬الخطط‭ ‬العلاجية‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬فعالة،‭ ‬فالأخصائيون‭ ‬يتحملون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشقة،‭ ‬وقد‭ ‬يتعرضون‭ ‬للخطر‭ ‬من‭ ‬السلوكيات،‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يصاحبها‭ ‬الصرع‭ . ‬

 

وفي‭ ‬الختام‭ ‬نتمنى‭ ‬وجود‭ ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬يخصص‭ ‬لأخصائي‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬تقديرًا‭  ‬لجهوده‭. ‬