د. علي العرادي: مصباح الإنذار.. أكبر هاجس
حينما تصاب المركبة بخلل، يضيء مصباح التحذير والإنذار على الشاشة ليعلم السائق بأن هناك مشكلة وشيكة أو قائمة تتطلب الحذر، وهذا تشبيه بسيط لكنه بليغ يطرحه لنا استشاري ورئيس قسم أمراض وزراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي الدكتور علي حسن العرادي، فأكبر الهواجس والمخاوف يتفق فيها مع من تحدث من الأطباء الاستشاريين في شأن أمراض العصر المزمنة غير المعدية كالسكري والضغط وارتفاع الكوليسترول، لكن أهمها الداء السكري الذي يؤثر على كامل الجسم، ولأن الكلى عضو فعال، تصاب بالزلال أو التليف، ومصباح الإنذار مع الداء السكري ينبيء بضرورة التحرك العلاجي المبكر والدقيق واتخاذ سبل الوقاية وتصحيح الأنماط الخاطئة حتى لا تتعرض الكلى للضرر.
لكي لا تتعرض الكلى للمشاكل
ويشدد العرادي على تغيير مسار الحياة وتصحيحه من ناحية التغذية وإنزال الوزن والامتناع عن السكريات وانتظام الأدوية والتخلص من ضغوط الحياة، وهذه أمور أساسية لتجنب تعرض الكلى للمشاكل، أو الحفاظ على الصحة بشكل عام، أما الأمراض الأخرى، ومنها الوراثية كالتكيسات مثلًا، فهذه لا يمكن السيطرة عليها كونها أمراض وراثية لكن تداركها من بدايتها ممكن لمنع المضاعفات، وكذلك لدينا الأمراض المناعية التي تسبب خلل المناعة كالذئبة الحمراء، والخلاصة هي أننا نحرص على أن يدرك المرضى أهمية الإنذار المبكر وبدء العلاج وتعديل الكثير من الأمور الخاطئة التي من شأنها الإضرار بصحتهم.
وبالنسبة لمرضى الكلى، فقد بلغ عدد المرضى الذين يتلقون غسيل الكلى بين 500 إلى 700 مريض، وتأتي أمراض العصر كمسبب رئيس يلزم معها الالتزام بمواعيد العلاج لمتابعة وظائف الكلى ومراجعة عيادات السكر في مجمع السلمانية الطبي أو المراكز الصحية.
يؤلمنا الوضع كأطباء
وللدكتور العرادي عبارة مهمة تقول: «لا تختبروا صبر الكلية.. فهي عضو صبور في الجسم، ولا يفصح عن الأعطال والإصابات التي تُمنى بها إلا في المرحلة الرابعة أو الخامسة من الفشل الكلوي، لذا، من الأهمية بمكان الحرص على إجراءالفحص الدوري للكلى وخصوصًا بالنسبة للمصابين بداء السكري، ومرض ضغط الدم اللذين يؤثران بشكل مباشر على الكلى، وفي الحقيقة، يؤلمنا كأطباء ألا نتمكن من تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى الذين يتأخرون عن فحص الكلى أو لا ينتظمون في المراجعة والعلاج فكما قلنا أن الكلى أمراضها صامتة، وهي صبورة ولا تكشف عن الخلل فيها إلا في مرحلة متأخرة جدًا».
إن أعراض أمراض الكلى تظهر بشكل جلي في المرحلة الرابعة من مراحل الفشل الكلوي، وفي بعض الأحيان تظهر في المرحلة الخامسة، وهنا تظل خيارات الطبيب في العلاج محدودة وتقتصر على الغسيل الكلوي؛ لأن الكلى وصلت لمرحلة لا يمكن أن تسترجع مهماتها الأساسي، وهنا تأتي أهمية الخضوع للفحوصات الدورية، خصوصًا لأصحاب الأمراض العصرية، وعلى العموم، فهذه الفحوص بسيطة تحلل فيها عينات من الدم، وعينات من البول، وحين نجريها بشكل دوري، فذلك يبعث على الاطمئنان من خلو الجسم من الإصابة بالأمراض أو الكشف عنها مبكرًا، والتمكن من علاجها في المراحل الأولى.