+A
A-

حلول قد تساعدك في التعامل مع طفلك العصبي

ازداد‭ ‬عدد‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وربما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يتعرضون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬متزايدة‭ ‬أصبحت‭ ‬تفرضها‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة‭.‬

إن‭ ‬صحة‭ ‬الطفل‭ ‬النفسية‭ ‬مهمة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغفل‭ ‬عنها‭ ‬أحد،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬الأهل‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬الطفل‭ ‬بالقلق،‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬بنوبات‭ ‬غضب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭. ‬نعم‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬الأهل‭ ‬سببا‭ ‬فيما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬الطفل،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬يجبرون‭ ‬الطفل‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬مرتفعة‭ ‬في‭ ‬الاختبارات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬رياضية،‭ ‬وتعلم‭ ‬لغات‭ ‬ومهارات‭ ‬مختلفة،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬الطفل‭ ‬لا‭ ‬يعيش‭ ‬حياته‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الضغوطات‭.‬

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬إصابة‭ ‬الطفل‭ ‬بالقلق‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬الأبواب‭ ‬الرئيسة‭ ‬إلى‭ ‬تحوله‭ ‬لطفل‭ ‬عصبي‭. ‬وتظهر‭ ‬العصبية‭ ‬في‭ ‬أشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬مثل‭ ‬تشنجات‭ ‬أو‭ ‬نوبات‭ ‬غضب،‭ ‬وقد‭ ‬يكبت‭ ‬الطفل‭ ‬هذا‭ ‬الشعور،‭ ‬ليظهر‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬صداع‭ ‬ومشكلات‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬الهضمي،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬الطفل‭ ‬العصبي‭ ‬عموما‭ ‬هو‭ ‬غضبه‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬تبدو‭ ‬لغيره‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬أنها‭ ‬مواقف‭ ‬عادية،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يخاف‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬ومواقف‭ ‬لا‭ ‬تثير‭ ‬الخوف‭ ‬لدى‭ ‬أقرانه،‭ ‬وقد‭ ‬يبكي‭ ‬أو‭ ‬يصبح‭ ‬قلقا‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬تمر‭ ‬بسهولة‭ ‬لدى‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭. ‬

يستهين‭ ‬البعض‭ ‬بنوبات‭ ‬الغضب‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الطفل،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النوبات‭ ‬قد‭ ‬تنشئ‭ ‬جيلا‭ ‬غير‭ ‬صحي‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يسفر‭ ‬عنه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬نوبات‭ ‬الغصب‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الطفل‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬عصبي‭.‬

دور‭ ‬الآباء‭ ‬المستمر‭ ‬هو‭ ‬إكساب‭ ‬الطفل‭ ‬الثقة‭ ‬ومساعدته‭ ‬في‭ ‬عبور‭ ‬مخاوفه‭ ‬وتعلم‭ ‬مهارات‭ ‬جديدة‭ ‬وتحديد‭ ‬مصادر‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭ ‬لمساعدته‭ ‬في‭ ‬التغلب‭ ‬عليها،‭ ‬دون‭ ‬حمايته‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط‭ ‬منها،‭ ‬ومساندته‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة،‭ ‬منها‭:‬

 

•‭ ‬قدّر‭ ‬شعوره‭: ‬أسوأ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬فعله‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬هو‭ ‬تجاهل‭ ‬شعور‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬حجمه،‭ ‬فهو‭ ‬يشعره‭ ‬حينها‭ ‬بأنه‭ ‬مخطئ،‭ ‬الأنسب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ننقل‭ ‬للطفل‭ ‬تقديرنا‭ ‬لما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬كأن‭ ‬نقول‭ ‬له‭: ‬‮«‬أرى‭ ‬أنك‭ ‬منفعل‭ ‬وتود‭ ‬لو‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‮»‬‭.‬

 

•‭ ‬تصرف‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الهدوء‭: ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬تكون‭ ‬أنت‭ ‬مرجع‭ ‬الطفل،‭ ‬لذا‭ ‬امنحه‭ ‬الرعاية‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الهدوء‭ ‬ليتعلم‭ ‬ضبط‭ ‬النفس،‭ ‬واسأله‭ ‬عما‭ ‬يقلقه‭ ‬ودعه‭ ‬يحكي‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬به،‭ ‬واشرح‭ ‬له‭ ‬أنك،‭ ‬والجميع‭ ‬مثله،‭ ‬تتعرض‭ ‬للشعور‭ ‬بالتوتر‭ ‬والقلق‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التصرف‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭. ‬

 

•‭ ‬لا‭ ‬تدعم‭ ‬سلوكه‭ ‬العصبي‭:‬‭ ‬قد‭ ‬يلجأ‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬إبداء‭ ‬الغضب‭ ‬كثيرا،‭ ‬فتصير‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الانتباه،‭ ‬بقصد‭ ‬أو‭ ‬دون‭ ‬قصد،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬تمنحه‭ ‬اهتماما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم،‭ ‬واحرص‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬تواجهه‭ ‬بجمل‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ "‬إنه‭ ‬عصبي‭"‬،‭ ‬فالأمور‭ ‬حينها‭ ‬لن‭ ‬تسير‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬الأسوأ‭ ‬وستنقل‭ ‬بهذا‭ ‬شعورا‭ ‬إليه‭ ‬بأنه‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تغييره‭.‬

 

•‭ ‬علمه‭ ‬أنماطا‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭:‬‭ ‬الغضب‭ ‬والقلق‭ ‬والعصبية‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقف،‭ ‬لكن‭ ‬وجودها‭ ‬الدائم‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬المشكلات،‭ ‬لذا‭ ‬علم‭ ‬طفلك‭ ‬نماذج‭ ‬أخرى‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المواقف‭ ‬المختلفة،‭ ‬أن‭ ‬ينشغل‭ ‬بممارسة‭ ‬نشاط‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يسترخي‭ ‬قليلا،‭ ‬وكن‭ ‬أنت‭ ‬المثال‭ ‬الذي‭ ‬يتعلم‭ ‬منه‭ ‬وينقل‭ ‬أنماط‭ ‬سلوكه‭. ‬

 

•‭ ‬ضع‭ ‬اسما‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬له‭:‬‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬المختلفة‭ ‬علم‭ ‬طفلك‭ ‬ماذا‭ ‬يسمى‭ ‬الشعور‭ ‬الذي‭ ‬انتابه‭ ‬تحديدا‭ (‬غضب‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬خوف‭)‬،‭ ‬ويمكن‭ ‬تعليمه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القصص‭ ‬الخاصة‭ ‬بالذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬بحيث‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬به،‭ ‬فهذا‭ ‬يساعده‭ ‬في‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬المشاعر‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتقديرها‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭. ‬

 

•‭ ‬علمه‭ ‬التأمل‭ ‬والاسترخاء‭:‬‭ ‬علم‭ ‬الطفل‭ ‬أن‭ ‬يتنفس‭ ‬بعمق‭ ‬ويمارس‭ ‬تقنيات‭ ‬التأمل‭ ‬فهي‭ ‬تفيد‭ ‬الأطفال‭ ‬منذ‭ ‬سن‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬فعلهم،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬الجهاز‭ ‬العصبي‭ ‬اللاودي‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الاستجابات‭ ‬الهادئة‭ ‬للأفعال‭.‬

 

•‭ ‬وفر‭ ‬له‭ ‬الهدوء‭ ‬ودعه‭ ‬يلعب‭:‬‭ ‬الطفولة‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬الفراغ‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬اللعب‭ ‬بطلها‭ ‬الأساسي،‭ ‬لذا‭ ‬احرص‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬الطفل‭ ‬أوقاتا‭ ‬حرة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬ضغوط‭ ‬الدراسة،‭ ‬واحرص‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬جو‭ ‬هادئ‭ ‬ومريح‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬يسهم‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬شعور‭ ‬الطفل‭ ‬بالهدوء‭ ‬وتخليه‭ ‬عن‭ ‬الاستجابات‭ ‬العصبية‭.‬

 

•‭ ‬وفر‭ ‬له‭ ‬نمط‭ ‬حياة‭ ‬صحيا‭: ‬دعه‭ ‬يمارس‭ ‬الرياضة‭ ‬للتنفيس‭ ‬عن‭ ‬طاقاته،‭ ‬واحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬غذاء‭ ‬صحيا،‭ ‬ونظم‭ ‬له‭ ‬مواعيد‭ ‬النوم‭.‬

 

•‭ ‬ساعده‭ ‬لكي‭ ‬يسجل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬اليوم‭ ‬الأحداث‭ ‬السعيدة‭: ‬دعه‭ ‬يتذكر‭ ‬النهايات‭ ‬السعيدة‭ ‬وكيف‭ ‬مرت‭ ‬المشكلات‭ ‬بسلام‭ ‬رغم‭ ‬خوفه‭ ‬منها،‭ ‬فهذا‭ ‬يمنحه‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مشكلاته‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬المقبلة‭. ‬