+A
A-

ماذا حدث عند بائع الخضار والخباز والميكانيكي؟

 

بقلم خالد معاذ صالح عوده

 

فاجأ المعلم تلاميذه بفكرة القيام بجولة في الحي القريب من المدرسة ليعطيهم الدرس خلال الجولة بدلًا مما اعتادوا عليه في الفصل.

 

فرح التلاميذ كثيرًا، خصوصًا أن الجو كان لطيفًا والهواء منعشًا.. متحمسون كانوا جميعهم وهم ينتظمون للخروج من الصف في طابور وابتساماتهم تعلو وجوههم.

 

قال المعلم «خلال الجولة يا أولاد.. هناك كلمة سر.. وعلى كل واحد منكم أن يفكر فيها ويكتشفها خلال جولتنا إلى أن نعود إلى الصف ونتكلم عنها معًا».

 

تساءل الأولاد عن قصد المعلم، لكنه دعاهم إلى بدء الجولة أولًا وطلب من الجميع أن يهتفوا بكلمة واحدة وهم ينطلقون فقالوا جميعًا «هيا بنا».

 

وفيما كان التلاميذ يجتهدون لفهم فكرة المعلم، بذل كل واحد منهم جهده في أن يركز ويدقق ويدون الملاحظات وهم يتحركون في جولتهم..

 

بالقرب من بائع الخضار، سلم المعلم والأولاد على البائع الذي رحب بهم وقدم لهم بعض اللوز والتين..

وفي مخبز القرية، استمع التلاميذ إلى شرح من الخبازين عن عملهم.. وقدموا لهم كعكًا لذيذًا..

 

وعند ورشة تصليح السيارات، شاهدوا الميكانيكي منهمكًا في عمله، وشرح لهم بعض مكونات محرك السيارة.

في نهاية الجولة، قال المعلم للتلاميذ «سنعود يا أولادي إلى الفصل، فهل أنتم مستعدون؟ دعوني أسمع منكم إجابة»، فردوا جميعًا «مستعدون يا أستاذ.. هيا بنا إلى الصف».

 

كانت جولة جميلة فرح بها التلاميذ، لكنهم كانوا يتساءلون عن كلمة السر..

وفي الصف، شكروا المعلم وهو بدوره شكرهم على نظامهم في الجولة، لكنه كشف لهم كلمة السر باختصار قائلًا «يا أبنائي الأعزاء.. لقد تعلمنا أشياء مفيدة اليوم في جولتنا».

لكن كلمة السر التي أردت لكم أن تعرفوها هي في الحقيقة معروفة لديكم لكن القليلين منكم يستخدمونها في حياتهم.. فبدلًا من هيا بنا.. وهي كلمة جميلة أيضًا، علينا أن نقول: «بسم الله.. توكلنا الله.. الحمد لله».. هذه هي كلمة السر يا أعزائي.

 

شكر التلاميذ معلمهم ووعدوه بأن يكثروا من ذكر الله وشكره وحمده في كل شيء.