+A
A-

كامالا "خارج المألوف".. أقوى تعليق من مسؤول أميركي بشأن غزة

خرجت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس من "ظل" الرئيس جو بايدن، خلال الأسابيع القليلة الماضية، في إطار جهد رفيع المستوى لإقناع ائتلاف الناخبين المنقسم الذي أوصلهما إلى البيت الأبيض بمنحهما أصواتهم لولاية ثانية.

ومن المواقف التي خرجت فيها هاريس عن المألوف استضافة مغني الراب "فات جو" في البيت الأبيض للحديث عن إصلاح قوانين مخدر الحشيش "ماريغوانا"، وزيارة عيادة للإجهاض، والدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بشكل غير مسبوق.

ويأتي دور هاريس الجديد في الوقت الذي يستهدف فيه الديمقراطيون التقدميون بايدن بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل، وبينما تظهر استطلاعات الرأي أنه في سباق متقارب ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

وبينما يشكك الناخبون من أصحاب الميول اليسارية في بايدن بسبب سنه وطريقة قيادته، وهي مشكلة لا يواجهها ترامب مع ناخبيه الأساسيين، فإن هاريس البالغة من العمر 59 عاما تتعامل مع مواضيع أكثر سخونة وبشكل مباشر أكثر من بايدن.

ودافع بايدن عن حقوق الإجهاض لكنه ركز على النساء اللاتي تتعرض حياتهن للخطر، ووصف المسألة بأنها "خاصة ومؤلمة للغاية".

وذهبت هاريس إلى أبعد من ذلك، فقد وصفت الإجهاض بأنه جزء أساسي من الرعاية الصحية للمرأة وذلك خلال زيارة لمنظمة بلاند بيرنتهود للصحة الإنجابية في منيابوليس، والتي يعتقد أنها المرة الأولى التي يزور فيها أحد في منصبها عيادة إجهاض.

وفي ألاباما، أدلت هاريس بأقوى التعليقات في تلك المرحلة من أي مسؤول أميركي بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية على حماس، قائلة: "نظرا لحجم المعاناة الهائل في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار".

ورحب البعض باستخدامها عبارة "وقف إطلاق النار"، وهو مصطلح كان الديمقراطيون من أصحاب الميول اليسارية متلهفين جدا لسماعه، لكن آخرين طالبوا بأن تقابلها تغييرات سياسية أيضا. وحثت هاريس إسرائيل على بذل المزيد من الجهود لتخفيف ما أسمته "الكارثة الإنسانية" في غزة.

ومن جهتهم، نفى مساعدو هاريس الحاليون والسابقون فكرة وجود أي اختلاف في السياسة مع بايدن. وقالوا إن مبادرات هاريس هي انعكاس لمجالات الاهتمام التي يعود تاريخها، في بعض الحالات، إلى فترة عملها كمدعية عامة.

وكشف استطلاع رويترز/إبسوس الذي أظهر تعادل بايدن وترامب على المستوى الوطني أيضا أن غالبية النساء والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما والذين ينحدرون من أصول لاتينية يستنكرون أداء بايدن كرئيس. واختارت تلك المجموعات بايدن في عام 2020، ما ساعده على هزيمة ترامب.

وأيد 56 بالمئة فقط من أصحاب البشرة الداكنة أداء بايدن الوظيفي، وهي نسبة منخفضة بالنسبة لمجموعة تصوت عادة بنسبة 9 إلى 1 للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية.