+A
A-

الشركات العائلية هي مستقبل التجارة في البحرين

  • أحب مصر لأنها لعبت دورا كبيرا في تكوين شخصيتي
  • حياتي هي العائلة بوجود الزوجة الوفية والأبناء والأحفاد
  • أحب السفر والقراءة بنهم ولا أقرب السياسة

قال رجل الأعمال عبداللطيف خالد العوجان لـ "أوراق بحرينية" إن الشركات العائلية هي مستقبل التجارة في البحرين، مؤكدًا في السياق ذاته على أبنائها بأهمية مخافة الله، وأن يستذكروا دائمًا بأنه هو من يعطي ويأخذ.

وأشار العوجان في حديثه لـ "البلاد" إلى أن مصر حاضرة في ذاكرته دومًا، وأنها ساهمت في تكوين شخصيته في بدايات دراسته الجامعية الأولى، مبينًا أن البحرين آنذاك كانت تتميز - ومازالت - بعلاقات الجيرة الودودة والمتميزة، والتي كان بها الكل يعرف جاره وأبناءه معًا.

# بداية، هل لك أن تحدثنا عن نشأتك وبداياتك؟

أنا من مواليد العام 1947 بفريج كانو، ولقد تلقيت دراستي التحضيرية في المدرسة الشرقية في شارع الشيخ عبدالله بالمنامة، وبعدها انتقلت إلى المدرسة الغربية مقابل مدرسة الصناعة بذلك الوقت، ثم انتقلت إلى المدرسة الثانوية بالمنامة القريبة من ملاعب النسور.

وأهم الجيران الذين عاصرتهم، كانوا بيت القصيبي، بيت محمد جمعة، بيت حميدان، بيوت العصفور والخاجة، بيت صلاح الدين، وبيت كانو، حيث كانت عوائل الفريج مرتبطة بشكل جميل، بعادات تعكس شيم، وكرم، وطيب أهل البحرين.

# ما الذي كان يميز العلاقات ما بين العوائل آنذاك؟

الصداقة والود، وبأن الكل كان يعرف جاره، وكان يحب أن يتعاون معه، فكان الفرد لا يشعر بالغربة، فأنا على سبيل المثال، كنت وحيدًا، بلا أخوة أو أخوات، فكنت ألعب في بيوت الجيران، كبيوت القصيبي، والعصفور، والعم محمد جمعة.

فكان الجار يولي اهتمامه لجيرانه، ولأولاد جيرانه، بعلاقات جيرة كانت مميزة بالفعل.

# وماذا عن مراحل الدراسة الجامعية؟

توجهت بعد إتمامي الدراسة الثانوية إلى القاهرة، وفي تلك الفترة كان السفر إلى مصر هو الأمر الطبيعي لمعظم الخريجين بذلك الوقت، وللأسف أمضيت بمصر عامًا واحدًا فقط لظروف خاصة، ومنها توجهت إلى بريطانيا ودرست في مجال رجال الأعمال وغيرها، والحمد لله، الله أكرمني وتخرجت ورجعت إلى البحرين في العام 1972.

# من تستذكر من زملاء الدراسة في القاهرة؟

أستذكر ممن كانوا معي في القاهرة يعقوب القصاب، رياض عبدالصالح، الدكتور أحمد العريض، حسن زين العابدين علي محمد العريض.

# نسمع أنك من محبي مصر، فما الأسباب؟

أحب مصر لأن السنة التي قضيتها فيها لعبت دورًا كبيرًا في تكوين شخصيتي، إذ إنني ابن وحيد لم تكن علي أي مسؤولية، وكل شيء كان متوافرا لي، وحين سافرت إلى القاهرة، كان لابد أن أواجه الحياة بطريقة مختلفة.

والذي شجعني وحببني أكثر، هو طيبة وكرم الشعب المصري، فأنا أحبهم، وأحب مصر، وأنا أزور مصر مرتين على الأقل بالعام، وأستمتع بأوقاتي هنالك، وأتمنى أن أسمع عنها كل أخبار طيبة.

# وماذا عن بدايات دخولك العمل التجاري والذي يعتبر حجر الزاوية في مسيرتك ومسيرة العائلة الكريمة؟

حين رجعت من بريطانيا، كنت محبًا للجلديات، فقررت أن أبدأ بعمل تجاري بسيط وهو محل للأحذية كبداية "حذاء لطيف"، ولابد من الإشارة إلى صديق العمر الأخ حسين أحمد الشملان، والذي وقف معي وقفة قوية جدًا، والذي كان هو المدير والمسؤول، ليس لـ"حذاء لطيف" فحسب، وإنما كل الأعمال التي تلت.

وحيث إننا لدينا أراض في مواقع مميزة، توكلت على الله، وبدأنا نستثمر في هذه الأراضي، ونقيم عليها بنايات، ونؤجرها كمحلات، ومع مرور الوقت استطعنا بناء الكثير منها واستثمارها.

وشاءت الظروف أن ندخل في مجال الأغذية، واليوم وبفضل من الله أصبح هو المجال الرئيس في عملنا، إضافة إلى تأجير العقارات، وتعتبر اليوم شركتنا من أكبر الشركات في البحرين.

# بجانب العمل التجاري الذي تفضلت به، حدثنا عن مسيرتك الشخصية ومنها الزواج؟

تزوجت في العام 1972 من السيدة الفاضلة ليلى خليفة البنعلي، والله رزقني بشذى، وخالد، وخليفة، ومحمد، وعبدالعزيز، وعبدالله، وهم قلبي النابض، والآن الله رزقنا بالأحفاد، والذين أحبهم، وأحب قضاء الأوقات معهم.

ولقد دخلت في المجال الرياضي لمحبتي له بعمر مبكر، وكنت لاعب تنس، وحين عدت من بريطانيا، استطعنا إنشاء نادي البحرين للتنس الأرضي العام 1973.

ولا بد من الإشارة إلى الجهود المخلصة للدكتور علي فخرو، والذي ساهم بشكل كبير في تكوين النادي، وإنشائه، والنادي ولله الحمد مازال يسير بخطى ثابتة من النجاح، ولقد بني بالمحبة، والإيثار، ومازال كذلك.

ويقوم النادي الآن، ببطولات، ودورات ليس على مستوى البحرين فحسب، وإنما على المستوى العربي والدولي، ويرأس النادي الآن الأخ الفاضل خميس المقلة.

من ناحية أخرى، لابد أذكر الحاج المرحوم إبراهيم كمال حين دعاني لأن أشترك بجمعية البحرين الخيرية، وعينني عضوًا بها، ولقد خدمت سنوات عدة، ولقد قامت هذه الجمعية بنشاط بارز في خدمة البحرين، ومراعاة الأسر المحتاجة، كما اشتركت بنادي روتاري السلمانية، الذي يقوم بدور كبير في خدمة البلاد.

ولابد من الإشارة إلى كرم ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حين عينني بالمجلس الأعلى للشباب والرياضية، بتوصية كريمة من المرحوم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، ولفترة 3 سنوات، استطعت خلالها تنفيذ رؤى جلالته في تنشئة ودعم الشباب، في أجواء طيبة جدًا، ساعدت الشباب بالوصول لمراكز متقدمة في المجال الرياضي.

ولابد من الإشادة بكرم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إذ إنه رعى الكثير من البطولات لنادي البحرين للتنس في أيامه الأولى، الأمر الذي ساعد الكثير من شباب البحرين على تحقيق المكتسبات التي تصب في مصلحة البلد.

# ماذا تحب أن تستذكر من محطات في مسيرة حياتك المختلفة؟

العائلة لها جزء كبير من حياتي، خصوصا الآن، بوجود الزوجة الوفية، والأبناء، والأحفاد، فأنا أسعد بوجودي بينهم، وأقضي أكثر وقتي معهم، كما أن من هواياتي الأساسية القراءة، إذ إنني كثير القراءة، ولا أدخل بمجال السياسة بتاتًا، فأقرأ بمواضيع مختلفة.

كما أنني من محبي السفر، وأسافر مع العائلة والأصدقاء، لبلدان مختلفة، فالسفر يضيف للإنسان متعة جميلة، وهي التعرف على البلدان، والشعوب، وعاداتهم، والاستفادة منها.

# بالنسبة للسفر، بماذا تنصح؟

أول نصيحة للشباب هي الاحتياط التام، فالدنيا اليوم تغيرت كثيرًا عن ذي قبل، ولابد من الإشارة بأن وزارة الداخلية تقوم مشكورة ببث الكثير من النصائح للمسافرين، بالحفاظ على جوازات السفر، والممتلكات، مع تزايد السرقات، واللعب على الناس بواسطة الهاتف، وخلافه، كما أنني لا أنصح بالسفر الفردي.

# رسالة توجهها لأبنائك من خلال الشركات العائلية؟

الشركات العائلية هي المستقبل للتجارة في البحرين، ونصيحتي لهم، هو أن يخافوا الله في عملهم، فالدنيا دوارة، ونرى اليوم ما يحدث في العالم، ليس على مستوى الأفراد فحسب، وإنما على مستوى الدول.

فيجب أن يتعاون الجميع (سواء أخوة أو أخوات) فيما بينهم، وأن يعملوا بجد، واجتهاد أكثر، ولا شيء دائم، والاحتياط واجب، وأهم نقطة بنظري هي الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق، وهو الذي يأخذ وهو الذي يعطي.


# كلمة أخيرة.

أشكر صحيفة البلاد على هذا اللقاء الممتع، وأتمنى أن تكون هناك لقاءات مع مختلف رجال الأعمال، والأطياف بالمجتمع، وأن يستفيد الناس من بعض التجارب التي مررنا بها، متمنيًا لكم التوفيق والسداد.