+A
A-

”المدرب الأسمر” محمد الشملان ل “البلاد سبورت”:

جعفر الملا
في أول حديث صحافي له بعد عودته من تدريب المنتخب الباكستاني لكرة القدم، وتوليه مهام تدريب الفريق الأول بنادي الرفاع، اعتبر المدرب الوطني محمد الشملان محطته الجديدة مع السماوي هي الأكثر مثالية خلال مشواره التدريبي الذي يمتد إلى سبعة عشر عاماً، وذلك من خلال الاهتمام والدعم الذي يحظى به من رجالات الحنينية.
ولم ينقص حديث المدرب الأسمر في الحوار الذي أجراه معه “البلاد سبورت” طابع الصراحة بخصوص بعض الملفات المهمة، فمن قصة تركه تدريب منتخب باكستان إلى تعاقده مع الرفاع، مروراً بمشكلات الفريق الذي يجب عليه العمل على إصلاحها، مغادرة حسين سلمان وانتقاله للحد، وحديثه الساخن عن حقيقة عدم ترحيبه بالصحافة والإعلام في تدريبات الرفاع، وغيرها من الأمور. إليكم الحوار:

“البلاد سبورت”: محمد الشملان من مدرب للمنتخب الباكستاني إلى تدريب فريق الرفاع، ألا يعد ذلك تراجعاً في مستوى الطموحات؟ لماذا تركت باكستان، وما هي حكاية التعاقد مع الرفاع؟
محمد الشملان: في الحقيقة، وكما هو العرف السائد حين يصل المدرب مرحلة من مراحل عمله يقود فيها منتخبا معينا، فإن طموحاته تتركز إما في الاستمرار وتطوير عمله مع المنتخب الذي يشرف عليه، أو يطمح للانتقال إلى منتخب آخر، بمعني أن طموحه يبقى على مستوى العمل مع المنتخبات، ولكن حين تتحدث عن فريق مثل الرفاع، فأنت أمام تاريخ حافل بالإنجازات، وكان على الدوام من الروافد الأساسية التي تغذي منتخباتنا الوطنية بالعديد من النجوم والأسماء البارزة.

“البلاد سبورت”: طيب، لم تجبنا، لماذا تركت المنتخب الباكستاني؟
محمد الشملان: كانت هناك رغبة لدى الإخوة في باكستان للتجديد معي لمدة ثلاث سنوات قادمة، لكنني اعتذرت لهم، مقدراً احترامهم ورغبتهم. وبصراحة قد يكون للمشكلات الراهنة المتعلقة بالانتخابات والمنافسة على مجلس إدارة الاتحاد الباكستاني دور في رغبتي بعدم الاستمرار، إلا أن السبب الأول هو الطلب الرفاعي.

“البلاد سبورت”: لكن هناك من يقول إن الرفاع فضل المدرب الوطني متمثلاً فيك لأنه أقل سعراً من المدرب الأجنبي، وذلك نظراً للميزانية التي تعاني الضعف، ما هو ردك؟
محمد الشملان: أبداً، هذا غير صحيح، لقد كنت أتقاضى أجراً مجزياً في باكستان، وما كنت لأتركه لو كان ما سأحصل عليه في الرفاع زهيداً، بل عليَّ هنا أن أغتنم الفرصة لأشكر الرفاع على ماقدمه لي، وهو إن دل على شيء، فإنما يدل على أن مجلس إدارة النادي بحثت عن الجودة، وليس السعر القليل. واسمح أن أحتفظ برقم المبلغ لنفسي.

“البلاد سبورت”: دعنا نتحدث عن الفريق، كيف وجدته؟
محمد الشملان: صدقني لو قلت لك إني ومن خلال مشواري التدريبي الذي يبلغ سبعة عشر عاماً ومع احترامي لكل المحطات التي مررت بها وأعتز بها، إلا أن العمل لغاية الآن في الرفاع أفضل من كل المحطات. وجدت الجميع متعاوناً ورغبة في العمل على إنجاح مسيرة السماوي في الموسم المقبل، بدءًا من الرئيس الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، ونائبه سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ورئيس جهاز الكرة سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة، وصولاً بالأخ العزيز رياض الذوادي، ومدير الفريق خالد النعيمي، وجميع الإخوة، وأن اللاعبين لديهم ذات التصميم والاهتمام والمتابعة، وهذا يمنحك حافزاً للعمل والنجاح.

“البلاد سبورت”: باعتقادك ما هي الأسباب التي أدت للنتائج المخيبة في الموسم الماضي الذي خرج بها الفريق دون تحقيق أي بطولة، فضلاً عن مجيئه في المركز الخامس في سلم ترتيب الدوري بعد أن كان حاملاً للقب؟
محمد الشملان: باعتقادي أن الفريق افتقر في الموسم الماضي للشخصية المطلوبة التي من المفترض أن يقدم بها نفسه في المنافسات. كما كانت لديه مشكلة في الإعداد البدني، إلى جانب عدم البرمجة الفنية المطلوبة لإحداث التوازن بين منافساته الداخلية واستحقاقاته الخارجية. علاوة على ذلك وبكل صراحة لم يكن يمتلك البدلاء الجاهزين. وإضافة لهذه المشكلات تأتي مشكلة عدم التوظيف الصحيح للاعبين وعدم الاستقرار على تشكيلة محددة، خصوصاً في الشق الهجومي.

“البلاد سبورت”: إذاً أنت ترى جميع أسباب إخفاقات الرفاع في الموسم الماضي تقتصر على النواحي الفنية؟
محمد الشملان: لا طبعاً، فهناك جوانب أخرى، ومنها الجانب الإداري بدليل تغيير مدير الفريق السابق، وهنا لا أقلل من عمل أو جهد أحد إنما أشير لما جرى على المستوى حتى الإداري.

“البلاد سبورت”: هل تعتقد أنك قادر على إعادة الشخصية الرفاعية لسابق عهدها؟
محمد الشملان: كما قلت لك إنني أعيش وضعاً مثالياً هو الأفضل من بين جميع محطاتي السابقة، كل أدوات النجاح متوافرة، ولدي طاقم عمل مثالي في التعاون والإخلاص كالأخوين العزيزين الكابتن بدر خليل الذي أتوسم له مستقبلاً رائعاً في مجال التدريب، كما هو حال مدرب الحراس والحارس الدولي السابق علي حسن، إضافة لمدرب لياقة متمكن هو الأخ وليد، والمنطق يقول إن السماوي عائد وبقوة وانتظروه في الموسم المقبل، فحاله حال الكثير من الفرق الكبيرة التي تتراجع، ولكنها تعود، محلياً وجدنا المحرق قد غاب، ولكنه عاد، كذلك مانشستر يونايتد على المستوى العالمي.

“البلاد سبورت”: ماذا عن التعاقد مع المحترفين، أنت من اخترتهم، أم إن الأمر تكفلت به الإدارة كما هو سائد في الكثير من أنديتنا المحلية؟
محمد الشملان: للأسف وكما تفضلت، فإن هذه الظاهرة تفشت في الأندية منذ فترة ليست بالقصيرة، أغلب الأندية تتعاقد مع اللاعبين، ومن ثم تأتي بالمدرب، إلا أن الرفاع هذا الموسم اتجه للمهنية بعد أن شكل لجنة تضم سمو الشيخ خليفة بن علي، والمدرب القدير رياض الذوادي، إلى جانب بعض الإخوة، وقد رفعت لهم توصياتي وما أحتاجه من لاعبين في مراكز محددة على أن يكون رأيي هو النهائي. وقد عملوا على توفير المطلوب، وهذه من أفضل آليات العمل التي مرت عليَّ.

“البلاد سبورت” طالما أنك المسؤول عن اختيار اللاعبين، لماذا غادر النجم حسين سلمان الفريق؟ هل صحيح أنك من أوصى بعدم التعاقد معه؟
محمد الشملان: قبل كل شيء يبقى حسين سلمان نجماً كبيراً؛ بدليل أنه غادر الفريق وانتقل لأحد فرق المنافسة وهو الحد، لكن مغادرته كانت قبل أن أتولى مهام التدريب والإشراف على الفريق، وبذلك تصبح مسألة مغادرته هو من يُسأل عنها، ولست أنا.

“البلاد سبورت”: لكن هناك من يقول إنك من أوصيت بعدم التجديد معه؟
محمد الشملان: لا، ليس لي علاقة، ما أعرفه أن حسين سلمان لم يتفق مع النادي على الجانب المادي.

“البلاد سبورت”: ما حقيقة عدم ترحيبك بالصحافة والإعلام في تدريبات الرفاع؟
محمد الشملان يجيب حازماً: غير صحيح هذا الكلام، إلا إذا كنا نختزل الإعلام والصحافة في “نفر”، ففي الحقيقة إن هناك صحافيا واحد غير مرحب به، ودعني أتحدث معك بكل صراحة لدي العديد من الملاحظات التي تجعلني أتحفظ على تواجد هذا الصحافي المعني الذي لم نرحب بتواجده في التدريبات، أبرز هذه الملاحظات هي عملية الازدواجية في تعامله المهني، فهو يعمل بشكل رسمي مع نادي الحد، وفي الوقت نفسه يعمل صحافيا بإحدى الصحف. وللأسف يتناول الأخبار التي تخصنا ويطرحها بمعلومات ناقصة وذلك يشعرنا بنوع من الاستهداف، في حين يتعامل مع أخبار ناديه بشكل مختلف.

“البلاد سبورت”: قلت إنه يتعامل معكم كنادي الرفاع بصورة تشعرك بالاستهداف في حين يتعامل مع ناديه بشكل مختلف، هل لك أن توضح؟
محمد الشملان: على سبيل المثال ملابسات قضية عدم التحاق لاعبينا بتدريبات المنتخب، وهي قضية تتطلب شمولية وبحث عن الأسباب، إلا أنه كان يطرحها بصورة أظهرتنا وكأننا نحن المخطئين والمقصرين. ومن المفارقات العجيبة أن ناديه الحد الذي نكن له كل الاحترام دخل في قضية مشابهة مع المنتخب، إلا أننا لم نجد له أي كلام في الموضوع بتاتا؟!

“البلاد سبورت” هل تريد أن تقول إنك تعاملت مع الصحافي المعني كفرد من نادي منافس وليس كصحافي محايد؟
محمد الشملان يجيب واثقاً: نعم، ولا أخجل في قول ذلك هو موظف رسمي في ناد منافس لي وازدواجيته واضحة. كمدرب وكنادي الرفاع أبوابه مفتوح لجميع الصحافيين والإعلاميين المحايدين والمهنيين؛ لأن الإعلام شريك معنا لإنجاح العمل، لكن غير مرحب بمن يعمل بازدواجية، وأعتقد أن هذا حق مشروع لي.

“البلاد سبورت”: وما هي تفاصيل المشكلة التي كانت لديكم في عدم التحاق لاعبيكم بتدريبات المنتخب؟
محمد الشملان: كان لدينا بعض اللاعبين المصابين، أتحدث عن لاعبين مهمين هما السيد ضياء سعيد، والحارس حمد الدوسري. الاثنان كانا مصابين ولم يتم الترتيب لعلاجهما من جانب إدارة المنتخب. ولقد شعرنا بشيء من عدم الاهتمام والمتابعة؛ كون اللاعبين أصيبا مع المنتخب، لكن بعد الجلوس والاجتماع مع الإخوة الأعزاء عابد الأنصاري وعارف العباسي كممثلين عن الاتحاد تم التفاهم على حل هذه المشكلة، ونحن نقدر لهم تعاطيهم الراقي.

“البلاد سبورت”: ماذا تريد أن تقول في الختام؟
محمد الشملان: أنا سعيد لهذا العدد المرتفع من المدربين الوطنيين الذين يشرفون على الفرق في الموسم المقبل، وحصولهم على الفرصة. جميل أن نرى الأهلي يعود لموقعه الطبيعي مع فرق الأضواء. سعيد بوجودي في الرفاع، ومتحمس لخوض منافسات الموسم المقبل.