+A
A-

“مواهب ترى النور”... منتجات السجناء تذهل الحضور

على الرغم من الإبداع الكبير والإتقان والمستوى الفني الكبير لمنتجات عدد من السجناء التي لفتت أنظار المواطنين والمقيمين الذين حضروا معرض “مواهب ترى النور”، إلا أن الكثيرين كتبوا بمشاعر فياضة عبارات ورسائل إلى النزلاء المشاركين خصص لها ركن في المعرض عبر فيها الحضور بفيض من المحبة والدعوات والتمنيات لهم بالتوفيق والنجاح في مستقبل حياتهم بين أهلهم ومجتمعهم.

مواهب... رأت النور

وتوافد العشرات من المواطنين والمقيمين إلى متحف قلعة البحرين في ضاحية السيف مساء 22 مايو الجاري لحضور معرض “مواهب ترى النور”، وهي مبادرة من الناشط الإعلامي الشاب عمر فاروق لتقديم منتجات السجناء للمجتمع بالتعاون مع وزارات الداخلية، العدل، والشؤون الإسلامية والأوقاف، وهيئة البحرين للثقافة والآثار.

هدية جميلة لعيد الفطر

وقال فاروق لـ “البلاد” إن مدى الإعلان عن الفعالية لم يتجاوز 24 ساعة، وكنت متخوفًا من ألا يكون الحضور كما هو الطموح، لكنني توقعت أن الناس ستحضر، غير أن التفاعل الكبير من جانب الجهات الحكومية والأهلية وتفاعل حسابات التواصل الاجتماعي وحضور المواطنين والمقيمين والأشقاء من المملكة العربية السعودية أمر مذهل، وتوافدوا منذ الساعة الثامنة والنصف وبيعت 22 قطعة من منتجات السجناء في الساعة الأولى من افتتاح المعرض، وشعرت أنني كصانع محتوى أحمل سعادة بتنظيم معرض ومزاد لبيع قطع فنية من إنتاج مجموعة من السجناء الموهوبين، وهذا شعور جميل حين تنجز أمرًا وتعرضه للناس دون النظر إلى جوانب مالية أو مردود آخر، فالسجناء ينتجون هذه الروائع وحتى الفنانين المتخصصين وصفوا جانبها الإبداعي، إلا أن في السجن هي لا تذهب إلى الجمهور وليس لها مردود مالي أو معنوي، والفكرة كما قلت هدفها تنظيم المعرض وريع البيع سيذهب لعائلات السجناء كهدية بمناسبة عيد الفطر السعيد من قطعهم الفنية التي أنتجوها وبعضها نقدمها للمزاد، والجزء الآخر من الريع سيخصص لبرنامج التأهيل للنزلاء أنفسهم، فهذا شعور رائع أن ننظمه قبل العيد لكي نقدم منتجات السجناء وإبداعاتهم ونقدمها للجمهور، علاوة على أن هذا التفاعل الجميل له أثره في نفوس السجناء وذويهم.

وأثنى فاروق على إنجاح الفكرة بدعم ومساندة من جانب الجهات الرسمية: الداخلية، العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، بالإضافة إلى الاستحسان والإعجاب من جانب جمهور المواطنين والمقيمين والزوار.

فكرة قادمة مع “عمر”

ووصفت النائب معصومة عبدالكريم منتجات السجناء بأنها تحمل رسالة للآخرين وصنع صفحة جديدة من العطاء، والكثير من الناس يحتاجون لأن يتعرفوا على قصص السجناء وفنهم وإبداعهم، معبرة عن تمنياتها بأن يكون بداية لأفكار قادمة فالنزلاء يستحقون كل الدعم ونعرف المجتمع بهذه المواهب، وقالت إن هناك فكرة مشروع تبحثها مع عمر فاروق سترى النور قريبًا.

واحتوى المعرض على منتجات فنية متنوعة من الرسومات التشكيلية والمنحوتات والأعمال الخشبية كصناعة السفن والمشغولات اليدوية والخط العربي، كما حرص الحضور على المشاركة في كتابة رسائل للسجناء بأسماء أعمالهم ووضعها في صندوقين خاصين للرسائل، تميزت بالمشاعر الطيبة والدعوات والتشجيع والأمنيات بالعودة إلى مجتمعهم ومواصلة حياتهم ومسيرتهم الفنية.