+A
A-

برنامج “التوازن المالي” يتضمن 6 مبادرات

وزير المالية:

تشكيل وتفعيل 6 فرق عمل لتقليص المصروفات التشغيلية

طرح برنامج التقاعد الاختياري وتقديم حوافز للمشاركين

إنشاء وحدة الرقابة الداخلية المركزية بوزارة المالية

وحدة مركزية للمشتريات الحكومية لتنفيذ “المورد الاستراتيجي”

 

 أعلنت اللجنة الوزارية لشؤون المالية وضبط الإنفاق برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة عن تفاصيل برنامج حكومي يهدف لتحقيق التوازن بين المصروفات والإيرادات الحكومية بحلول العام 2022 تحت مسمى “برنامج التوازن المالي”، والذي سيتضمن مجموعة من المبادرات لخفض المصروفات وزيادة الإيرادات الحكومية واستمرارية التنمية ومواصلة استقطاب الاستثمارات.

جاء ذلك خلال الإعلان عن مبادرات برنامج التوازن المالي بقصر القضيبية أمس بعد توقيع المملكة الترتيبات الإطارية للتعاون المالي بشأن برنامج التوازن المالي في البحرين مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت والتي سيتم بموجبها دعم وتمويل برنامج التوازن المالي الذي سيمتد حتى 2022.

وأكد الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة أن البحرين تسعى دومًا إلى تحقيق أهداف المسيرة التنموية الشاملة التي اختطها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بدعم من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وبمتابعة ومؤازرة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

ونوه بأن ما أكده جلالة الملك لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أخيرا من ضرورة مواصلة خطى التنمية الوطنية الشاملة بتضافر الجهود كافة وتحويل التحديات إلى فرص من أجل الوطن والمواطن، قد تجسد في توجيهات جلالته لوضع برامج تنفيذية تسعى إلى استمرارية التنمية وزيادة الاستثمارات وتعزيز الفرص الاستثمارية وتسهيل الإجراءات الحكومية لخلق الفرص النوعية للمواطنين.

وأشار إلى أنه قد تحقق للبحرين الكثير من المنجزات التنموية والتي يتم السعي دوما لتعزيزها، منوهًا بأن الجهود المتميزة ساهمت في تنويع اقتصاد المملكة والحفاظ على نمو إيجابي مستمر منذ سنوات في ظل ما يحظى به من قاعدة صلبة، ويجب أن يواكب هذا النمو الاقتصادي الإيجابي المتواصل وضع مالي مستدام، والذي ستصب إيجابياته في صالح المواطن، والحركة التجارية، والإسهام في تحسين مستوى التصنيف الائتماني للمملكة بما يسهم في خفض تكلفة التمويل للمستثمرين والأفراد على حد سواء، ومواصلة رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأعرب عن الشكر الجزيل إلى الأشقاء في السعودية، والإمارات، والكويت، على دعمهم المستمر لمملكة البحرين عبر مختلف المحطات، انطلاقًا من أسس وحدة المصير المشترك، وقوة ومتانة الروابط الأخوية الجامعة، وعلى ما أبدته هذه الدول الشقيقة من دعم تعزيز استقرار المالية العامة ومواصلة تحفيز النمو الاقتصادي المحلي من خلال دعمها التام لتنفيذ هذا البرنامج.

بدوره، قدم وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة عرضًا عن تفاصيل برنامج التوازن المالي، إذ أوضح أنه يحتوي على مبادرات لتقليص المصروفات التشغيلية للحكومة، وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي، وطرح برنامج التقاعد الاختياري لمن يرغب فيه من موظفي الحكومة، وزيادة كفاءة هيئة الكهرباء والماء لتحقيق التوازن بين إيراداتها ومصروفاتها، وتعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر لمستحقيه من المواطنين، إلى جانب تسهيل الإجراءات الحكومية وزيادة الإيرادات غير النفطية.

وقال إن البرنامج سيتطلب تكاتف جميع الجهات للعمل على تحقيقه لاستدامة الوضع المالي للحكومة، مؤكدًا أن الحفاظ على استمرارية الخدمات وتحسين جودتها للمواطنين هو هدف محوري تسعى الحكومة دائمًا لتحقيقه.

وذكر الوزير أن الحكومة استطاعت ومن خلال إطلاقها حزمة من المبادرات خلال الفترة 2015 - 2017 من تحقيق أثر مالي سنوي أسهم في تقليص العجز في الميزانية العامة بمقدار 854 مليون دينار، منوهًا بأن تحقيق التوازن المالي يتطلب مواصلة تلك الجهود المبذولة من خلال ما سيتم تنفيذه من مبادرات يشتمل عليها برنامج التوازن المالي الذي يهدف لتحقيق أثر مالي سنوي إضافي يصل إلى 800 مليون دينار بحلول العام 2022.

وأوضح الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة أن مبادرة تقليص المصروفات التشغيلية للحكومة سيتم من خلالها تشكيل وتفعيل 6 فرق عمل من خلال إعطائها الصلاحيات اللازمة لاتخاذ القرارات ووضع ضوابط الإنفاق لخفض المصروفات التشغيلية بالشكل الذي يحقق وفورات مالية، منوهًا بأن فرق العمل الستة ستكون كالتالي: فريق مصروفات صيانة المباني الحكومية، فريق مصروفات السفر والمواصلات، فريق مصروفات الإيجارات، فريق مصروفات نظم المعلومات، فريق الموارد الطبية، إلى جانب فريق المصروفات التشغيلية الأخرى، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد لقاء في وزارة المالية مع جميع مديري الشؤون المالية بالجهات الحكومية المختلفة للبدء العملي في تنفيذ مبادرة تقليص المصروفات التشغيلية للحكومة التي ستشرف عليها الفرق الست.

ونوه إلى أن مبادرة طرح برنامج التقاعد الاختياري لمن يرغب فيه من موظفي الحكومة يهدف لإتاحة الفرصة للمستفيدين منه في توظيف خبراتهم في مجال ريادة الأعمال والقطاع الخاص للمساهمة في النمو الاقتصادي للمملكة، موضحًا بأنه سيتم تقديم حوافز للمشاركين في البرنامج تتمثل في ضم 5 سنوات اعتبارية لسنوات الخدمة الفعلية والافتراضية بحسب القوانين والأنظمة، ومبلغ نقدي يساوي تكلفة شراء 5 سنوات افتراضية إضافية، وترقية نهاية الخدمة للمستحقين، ومكافأة نهاية الخدمة، إلى جانب مكافآت أخرى بحسب القوانين والأنظمة، مشيرًا إلى أنه سيتم وضع ضوابط للتأكد من عدم تأثر سير العمل بالحكومة عند تطبيق البرنامج.

ونوه إلى أنه قد تقرر عقد لقاء لمديري الموارد البشرية بجميع الجهات الحكومية في مقر وزارة المالية؛ للبدء الفعلي في تطبيق برنامج التقاعد الاختياري.

أما في حديثه عن مبادرة زيادة كفاءة هيئة الكهرباء والماء لتحقيق التوازن بين إيراداتها ومصروفاتها، أوضح وزير المالية أن المبادرة تهدف إلى تحقيق ذلك التوازن بنهاية 2022، مع استمرارية دعم خدمات الكهرباء والماء للمواطنين في مسكنهم الأول.

وعن مبادرة تعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر لمستحقيه من المواطنين، أشار الوزير إلى أن المبادرة تهدف إلى تطوير آليات صرف الدعم لضمان وصوله للمواطنين بعدالة وشفافية عبر إجراءات محكمة.

وأشار الوزير إلى أن المبادرة تشتمل على تنفيذ إجراءات لزيادة حوكمة عمليات الصرف في القطاع الحكومي، وتعزيز الرقابة الإدارية والمالية على الجهات الحكومية بهدف رفع كفاءة مصروفاتها، وزيادة تفعيل الآليات اللازمة للتدقيق عليها، منوهًا بأنه سيتم استحداث آليات لمتابعة تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية؛ لضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الملاحظات الواردة فيها بما تستوجبه ضرورة وواجب الرقابة الذي تعتمده الحكومة.

ونوه بأنه سيتم أيضا إنشاء وحدة الرقابة الداخلية المركزية بوزارة المالية تناط بها مهام الرقابة على الجهات الحكومية كافة والتدقيق على شؤونها المالية والإدارية استباقًا لمراجعات ديوان الرقابة المالية والإدارية، وكذلك تنفيذ مبادرات تطويرية لمجلس المناقصات والمزايدات واعتماد خطة استراتيجية للمرحلة المقبلة ترتكز في جوهرها على تحسين الخدمات ورفع كفاءة المجلس وتعزيز التنافسية والشفافية.

وأشار إلى أن مبادرة تعزير كفاءة الإنفاق الحكومي ستشتمل أيضًا على إنشاء الوحدة المركزية للمشتريات الحكومية لتنفيذ برنامج “المورد الاستراتيجي” والتنسيق مع فرق عمل خفض المصروفات لضمان رفع كفاءة الإنفاق الحكومي وإدارة برنامج نظام المشتريات الحكومي، وإنشاء وحدة الكفاءة المركزية التي ستعمل على دعم فرق عمل تقليص المصروفات التشغيلية ووضع استراتيجيات واضحة للإنفاق، إلى جانب إنشاء مكتب إدارة الدين العام لتأمين الاحتياجات التمويلية بأفضل التكاليف الممكنة لتحقيق استدامة وصول المملكة إلى الأسواق المالية.

كما أوضح أن المملكة ستسعى إلى استمرارية التنمية وزيادة الاستثمارات وتعزيز الفرص الاستثمارية وتسهيل الإجراءات الحكومية لخلق الفرص النوعية للمواطنين، وإعادة هيكلة الإيرادات الحكومية؛ لتتواكب مع النمو الاقتصادي الإيجابي للمملكة، مشيرًا إلى السعي لتسهيل وتبسيط الإجراءات الحكومية بما يعزز من استدامة الخدمات وجودتها.