+A
A-

بلومبيرغ: نصف بنوك الخليج تسعى للدمج أو الاستحواذ

قالت محطة بلومبيرغ الإخبارية في تناولها لعمليات الاندماج والاستحواذ، التي باتت محل اهتمام المصارف الخليجية، إن سبب هذا الإقبال على الأنشطة بين العديد من بنوك المنطقة يعود إلى كثرة عدد المصارف على نحو يجعل الاندماج خياراً مناسباً لتعزيز القدرة التنافسية في ظل انخفاض أسعار النفط.

وأشارت على سبيل المثال إلى أكثر من 73 مصرفاً مدرجاً في دول التعاون، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبيرغ” والتي تخدم تعداد سكان يبلغ 51 مليون نسمة تقريباً. وتعتمد البنوك الإقليمية بشكل كبير على الودائع الحكومية التي شهدت تضاؤلاً مع تراجع أسعار النفط الخام.

وأضافت “بلومبيرغ” بحسب ما نقلت صحيفة “القبس” الكويتية، أن نمو الأصول المصرفية يرتبط بدرجة كبيرة مع نمو الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي، الذي يتحرك إلى حد كبير بالتوازي مع أسعار النفط. فمنذ العام 2014، تضررت دول الخليج جراء فترة متواصلة من انخفاض أسعار النفط الخام، الأمر الذي دفع الحكومات إلى إعادة معايرة الميزانيات، فضلاً عن انخفاض الودائع الحكومية. في غضون ذلك، واجهت البنوك ضغوطاً بسبب ارتفاع تكاليف الامتثال للمعايير المحاسبية الجديدة والتغيرات التكنولوجية، وإدخال ضريبة القيمة المضافة.

وفي هذا الصدد، تدرس إمارة أبوظبي اندماجاً بين 3 من بنوكها، وهو ما يمكن أن يكون ثاني عملية من نوعها بين بنوك الإمارة فيما يزيد على العام. كما شهدت المملكة العربية السعودية في مايو الماضي أول اندماج مصرفي في غضون 20 عاماً. وتشهد البنوك في أنحاء المنطقة على الأرجح أكبر عمليات إصلاح وغربلة في تاريخها حيث ينخرط نصفها على الأقل في مفاوضات تتعلق بالاستحواذ أو الاندماج.

وأشارت المحطة إلى سعي بنك بيت التمويل الكويتي والبنك الأهلي المتحد البحريني إلى الاندماج حيث من المقدر أن يولد الاندماج بين المصرفين كياناً مصرفياً ضخماً بأصول تتجاوز 92.6 مليار دولار.

أما المملكة العربية السعودية، فشهدت عملية اندماج مميزة بين البنك السعودي البريطاني التابع لبنك اتش إس بي سي، الذي استحوذ من خلالها على البنك الأول في صفقة قيمتها 5 مليارات دولار من الأسهم. وبعد شهر، باع بنك جي بي مورغان تشيس وشركاه حصة % 7.5 في بنك الاستثمار السعودي إلى البنك الذي يتخذ من الرياض مقراً له. وتتمتع قطر بأعلى نسبة بنوك قياساً بعدد المواطنين مقارنة ببقية دول المنطقة، حيث فيها 18 مقرضاً محلياً ودولياً يخدم 2.7 مليون شخص.

وقالت “بلومبيرغ” إنه من الصعب توقع المزيد من الصفقات نظراً إلى أن عملية الاندماج بين البنوك معقدة في ضوء الحصص الحكومية الضخمة في هذه البنوك، وبالتالي فإن العملية تعتمد بشكل كبير على الدعم السياسي. وبرغم الكثير من المفاوضات التي بدأت بين العديد من البنوك الخليجية، لم يكتب النجاح إلا لعدد قليل من الاندماجات. ومع ذلك، قد تجد مزيدا من البنوك الإقليمية نفسها مضطرة للاندماج من أجل البقاء، فيما ستواجه البنوك الصغيرة تهديداً يجعلها تبحث عن صفقات مماثلة.