+A
A-

عايش على الأجهزة!

يصاب أحد أفراد الأسرة بحادث على إثره يكون تحت “موت دماغي” بزعم الأطباء، يفقده الحركة والكلام.

فيراه الأطباء ميتا وهو “عايش” على الأجهزة الآن!

عجيب! ما علمنا الأجهزة تُحيي وإلا كنا وضعناها على من فقدنا من الأحبة حتى تحييهم!

يلمَّح الأطباء للأهل بهذه الجملة الغريبة ليبنوا سوء حالة مريضهم واستحالة عودته للحياة. فيُذِعن الأهل لهذا المفهوم الظالم ويستسلموا لليأس ويقتلوا المريض بأيديهم وبرضا كامل!

لا أنكر دور الأجهزة في إعانة المريض على الحياة وأنها تساعده على ما كان يفعله هو دون مساعدة، ولكن هذا لا يعني أنها كانت المتحكمة والفضل يعود لها في حياة هذا المريض، وحجتي في ذلك أننا لو وضعنا ذات الأجهزة على شخص ميت أو مات حديثاً ما عاد للحياة!

إذاً الفضل لا يعود للأجهزة، والأجهزة لو لم تجد استجابة والدماغ لا يزال ينظم وظائف الجسم لما قامت بعملها بالطبع.

فرجاء خاص للأطباء بأن يمحوا هذه الجملة من قواميسهم وأن يراعوا الله في مرضاهم، ويستشعروا أن ما يفعلونه هو قتل نفس وإن كان قتلا مبررا من وجهة نظرهم. ورجائي للأهل أن يكونوا صبورين أكثر، فهم لا يدرون متى يُشفى هذا المريض، وإن لم يحصل فمن أعطاكم الحق حتى تُنهوا حياة شخص وتقرروا مصيره مجرد كونه مريضا ولا يستطيع الكلام، فتنهون حياته كونكم الوكلاء عليها!