يقول الاديب عباس محمود العقاد عن المدير السيئ بأنه “رجل مستبد يظن ان الادارة هي التحكم في خلق الله..” تحليل متعمق لا أكاد اراه خارج دائرة الحقيقة، فهي الحقيقة، كل الحقيقة. فالبعض قد يرى المنصب مُبررا، للتعالي وإصدار الأوامر بأسلوب التهديد المعروف، “افعلها وإلا”..، والبعض الآخر ربما يرى أن الارتباط والتقرب الى الموظف هو تقليل من هيبته.

وهناك فئة ثالثة تعتز دائماً برأيها وتعتبره الرأي الصواب دائماً وتتظاهر بالاستماع الى الموظف ولكنها فالحقيقة لا تستمع.. هذه الفئة من المديرين تعشق ذاتها وتضع لها سقفاً خيالياً، بينما الواقع يقول إن قدراته لا تكاد تخرج عن دائرة الهواة، وما أصعب التعامل مع الهواة، سيدي القارئ، إنهم يريدون أن ينفعوك فيضرونك.

تلك كانت بعض النماذج للمدير السيئ، أو هكذا يمكن تسميته!. السؤال الذي يمكننا أن نطرحه هنا هو: ما تأثير سلوكيات مثل هؤلاء المديرين على مرؤوسيهم، خصوصًا وإنهم يقضون الساعات الطوال معهم؟ الاجابة تأتي من خلال دراسة أميركية نشرت في إسبانيا وتتحدث عن الآثار السلبية للمدير السيئ في صحة الموظف، حيث تؤكد هذه الدراسة أن :”المدير السيئ قد يتسبب في إصابة موظفيه بأزمات قلبية، عكس الذين يعلمون مع مدير ذكي فهم يتمتعون بصحة جيدة وهم اكثر كفاءة”. انتهى. ما الحل؟

في كتابهما “30 سببًا تجعل الموظف يكره مديره” يضع المؤلفان بروس ل. كاتجر ومساعده آدم سنايدر مبادئ مهمة للمدير لكي ينال محبة واحترام  مرؤوسيه نلخصها في التالي:

- عامل الموظف باحترام واحفظ كرامته وامنحه بعض الصلاحيات.

- استمع، استمع، استمع للموظف.

- اتصل بالموظف مباشرة عندما تكلفه بمهمة.

- أعلن عن تقديرك للموظف أمام زملائه.

‎هناك مقولة جميلة تمثل خلاصة تجارب في العمل الاداري للدكتور غازي القصيبي رحمه الله في هذا  السياق فهو يقول :”إني أومن إيمانا جازما بأن القائد الاداري يخطئ خطأ فادحا عندما يستخدم أسلوبا عنيفا في سبيل الوصول إلى أهدافه إذا كان بوسعه استخدم الرقة” ما رأيك سيدي القارئ.