العدد 4087
الإثنين 23 ديسمبر 2019
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
إنه مبدع ومتميِّز وهذا يزعجنا
الإثنين 23 ديسمبر 2019

جاءنا هذا المدير من خارج المؤسسة ويبدو أنه بدأ يتأقلم مع الإدارة التنفيذية، وتمكّن من كسب ثقتها، كما أنه يلقى كل الدعم والمساندة من مجلس الإدارة. هذا أمر لا يمكننا التسامح معه، لقد قرّرنا، أنا ومعي بعض الزملاء، عدم التعاون معه والعمل على إسقاطه ونريدك معنا وتأكد أنه في حال نجاح مساعينا فستكون أنت أحد المرشحين لمنصبه!

وتابع محدِّثي: ذلك كان طلب أحد الزملاء نقلته إليك بالحرف الواحد، ما رأيك؟ أجبته باستغراب شديد: وبماذا أجبته؟ قال: في اللحظات الأولى لم أقدر على التعليق فقد حبست الدهشة لساني، بعدها قلت لصاحب الطلب الغريب: المدير الذي تتحدّث عنه وتنوي إسقاطه هو من أكفأ المسؤولين لدينا، هذه الحقيقة تعرفها أنت ويعترف بها الجميع. كلنا نعرف تاريخه المهني وإنجازاته المتميزة في المؤسسات التي عمل فيها سابقًا. الجميع بدأ يرى وبوضوح بصماته وجهوده في تطوير العمل... نعم الجميع إلا أولئك الفاشلون والحاسدون وأعداء الناجحين. ضحك محدثي وهو يختم حديثه قائلاً: قلت لذاك الشخص: لماذا لا تحاول أنت وزملاؤك أن تنافسوه في أدائه؟ فصمت وهرول خارجًا.

أستذكر في هذا السياق مقولة مؤثرة للعالم العربي أميركي الجنسية والحاصل على جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل (رحمه الله)، إذ يقول: ’’في الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح وفي الشرق يحاربون الناجح حتى يفشل‘‘. انتهى. ليتني أقدر أن أصنّف تلك المقولة وأضعها في خانة المبالغة أو تحت عنوان ’’مقولة تنقصها الحقيقة”، هذا خارج مقدرتي، فالدكتور زويل لم يصل إلى تلك النتيجة عن طريق التخمين أو الحدس أو بدافع من الانفعال، فهو رجل علم ومعرفة وأبحاث ويؤمن فقط بالحقائق والثوابت والبراهين.

مقولة مؤثرة وأكاد أصفها بالمؤلمة، مهما كان الوصف فإنها تبقى تحمل بين جنباتها بعض الحقيقة وربما كل الحقيقة، فأمثال تلك الفئة مهما صغر حجمها، وأقصد أعداء الناجحين، موجودة في كل مجتمع، إنهم من أولئك الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا، تلك كانت حكاية من الواقع. ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .