العدد 3897
الأحد 16 يونيو 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
عادت حليمة...
الأحد 16 يونيو 2019

قبل أيام كان بجدارة أسبوع الحركة من أجل تشجيع السياحة، وأنا شخصياً كنت طوال الوقت من المطالبين بتفعيل هذا القطاع، ولطالما اصطدمت مع كل من قلل من قيمة وقدر السياحة التي هي مصدر يوازي النفط لو أجدنا استثمار هذا القطاع كما تفعل دبي وسنغافورة ودول كثيرة، وحين تحركت أخيرا عجلة السياحة وبدأت تنشط وهنا لابد من أن أشيد بوزير التجارة والسياحة الذي فعلا ضخ دماء جديدة في هذا المجال، عادت خفافيش الظلام تتحرك وتنشط كعادتها كلما رأت البحرين تتجه للعمل والبناء والانطلاق، حيث جرى تهديد باستجوابات، وتفرغ بعض النواب الفاضين بعد فترة شلل، ليعودوا لطرح موضوعاتهم المجترة بشأن السياحة، معتقدين أن الله وكلهم على الأرض ليدافعوا عن الفضيلة والأخلاق، وكأن سكان البحرين طوال هذه القرون عاشوا خارج الفضيلة بانتظار مجيئهم كمنقذين.

سنوات طويلة، ومئات القضايا المهمة والملحة مطروحة لم تحرك نواب العازة، أو تفتح أفقهم على الواقع والعالم الذي تغير، والشعوب التي تغيرت، وحتى الجبال تغيرت، فيما هم مازالوا ينتمون إلى عصور أهل الكهف، عندما أنظر اليوم للدول التي تسير بخطى سريعة في التنمية والتعمير والبناء، لا أجدها أفضل منا، ولا تملك أكثر منا، فهنا ثروة بشرية وطنية وثروة في الكوادر والمؤهلات لا يملكها الآخرون، وهنا في البحرين بنية تحتية تساعد على الدخول في هذا السباق من دون أن نخشى المنافسة، بالإضافة إلى ذلك هنا تاريخ وحضارة، لكن للأسف السياسة والشعارات أفسدت كل ذلك، هذا ما لا يفهمه بعض النواب وأصحاب شعارات الفضيلة وكلاء الله في الأرض! الذين ينظرون إلى الأمور وكأن البحرين حلبة للفساد. ليتذكروا فقط أن رواتبهم ومكافآتهم من السياحة التي يهاجمونها بلا مبرر سوى المزايدة.

لأول مرة أرى إشعاعا لحراك سياحي يوحي بالسير في الطريق الصحيح والذي سيضع البحرين مرة أخرى في المقدمة، فإذا بطيور الظلام تتحرك وتبدأ ألاعيبها بالتهديد بالاستجواب، أين الاستجواب عندما كانت هناك ملفات ساخنة تهم المواطن؟

أتمنى ألا يلتفت أحد لهذه الدعوات، بل آمل من وسائل الإعلام والصحافة المحلية تجاهل هذه الاستفزازات التي لا تليق بالبحرين ولا انفتاحها وسمعتها الحضارية، وآمل من وزير التجارة والسياحة، ألا يحيد عن برنامجه بشأن إعادة الحيوية لقطاع السياحة الذي كان قبل عقود واجهة حضارية للبحرين، فقد كنا في المقدمة وبفضل طيور الظلام أصبحنا في المؤخرة، آمل ألا نتأخر أكثر.

 

تنويرة:

لا تيأس إذا مزقت الرياح شراعك، فربما دفعتك هذه الرياح لغايتك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية