البعض يأخذ علي تحاملي على الديمقراطية ويتهمني بسخطي عليها ولن أبرر موقفي ولن أدافع أو أزايد عن نفسي، ولن أكون متشائماً بما سأقول، وأتمنى أن أكون مخطئاً وغيري على صواب لأن هذا ما أرجوه بعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي ومعه الشق الثاني الشوري، وآمل أن يكون المجلس الوطني القادم عكس توقعاتي، وأن يعكس مستوى البحرين الحضاري والثقافي والإنساني، هل يشك أحد في أن “البحرين تستاهل” مجلساً وطنياً أفضل من السابق؟

على أية حال انتهى مهرجان وبدأ مهرجان آخر ومعه تبدأ مسيرة وطنية وسط أحداث إقليمية ودولية خطيرة وضمن تحديات عاصفة تجري من حولها تجارب لمشاريع ترتيبات دولية قد تمس أمننا واستقرارنا، لذا نحن بحاجة لتكاتف البحرين قيادة وشعبا ووحدة كل أفراد الشعب شرط ألا يندس بينهم من له أجندة يخترق فيها صفوفنا كما جرى بالعام 2011، فمن الخطورة ترك القارب يركبه كل من هب ودب دون معرفة نيات البعض، لهذا أقول البحرين كما هو حال دول المنطقة مقبلة على تحديات أمنية ومالية لذلك يفترض بل يجب أن يكون المجلس الوطني بغرفتيه عوناً للحكومة وعوناً للشعب لا متفرجاً أو مراقباً متشاحناً، لابد من توافر جهود الجميع لوضع البحرين على سكة قطار التنمية والازدهار لا على طريق الفوضى والتجارب والغموض، لقد تعبنا من المغامرات وحان وقت التقرير والحزم ويكفي ما أضعنا من سنوات تمرغنا بمستنقع السياسة حتى تخلفنا عن الجميع، أمام النواب المنتخبين والمعينين فرصة تاريخية عليهم استغلالها لإثبات جدوى الميزانية التي ستصرف عليهم على الأقل، كما على الدولة أن تدرك أن وقت التنمية يتطلب غلق ملفات السياسة التي لم يأتنا منها سوى الدمار والخراب، لهذا كله قلت إن البعض يأخذ علي موقفي من الديمقراطية التي تعني لدى البعض التمرغ بالسياسة وتوريط البلد بالمغامرات غير المحسوبة، من هنا ليثبت الجميع نياتهم الطيبة نحو الوطن والمواطن بالعمل من أجل تنمية وبناء يرفع مستوى البحريني ولا يجعله بمؤخرة الصف بين أقرانه بالمنطقة، فقد حان الوقت لحفظ كرامة الوطن والمواطن بعد أن جربنا محاولات انقلابية كادت تدمرنا جميعاً بسبب المغامرات التجريبية.

تنويرة:

حين ينسجم الديني بالسياسي تفقد الأمة هويتها.