لا تذهب عزيزي القارئ بعيدا، فالعنوان لا تقصد به دعاية لأحد المطاعم هنا أو هناك، أو إحدى القصائد أو الأغاني لهذا المطرب أو ذاك، بل هو تعريف بمأساة وأوجاع جديدة لأبناء حي بطن الهوى في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، الذين يتعرضون لحملة تطهير عرقي بالتهجير وتغيير التركيبة السكانية.

المحزن في الأمر أن من يدق ناقوس الخطر أو يتبنى هذه القضية ليس قناة فضائية أو صحيفة أو مؤسسة إسلامية على اعتبار أنه حي إسلامي، إنما جهة إسرائيلية هي مركز المعلومات “الإسرائيلي” لحقوق الإنسان “بتسيلم”، الذي نشر تقريرا حذر فيه من سياسة الاستيطان داخل حي بطن الهوى ضمن مخطط لتهويد حوض البلدة القديمة وكجزء من سياسة إسرائيلية استيطانية عامة ومنتشرة، مشيرا إلى أن هناك عشرات الدعاوى القضائية التي قدمت للمحاكم الإسرائيلية المختصة، لإخلاء وتهجير أسر فلسطينية بأكملها (700 فلسطيني)، مقيمة منذ عشرات السنين في حي بطن الهوى.

المحكمة الإسرائيلية بطبيعة الحال انحازت لأحد طرفي الصراع أي جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، أداة إسرائيل في تنفيذ هذا المخطط التهويدي، ضد أهالي حي بطن الهوى، حيث زعمت المحكمة في قرارها الصادر أن منازل الفلسطينيين بنيت على أرض امتلكها يهود قبل عام 1948، رغم إقرار هيئة القضاة بعيوب الإجراءات التي سلكتها جمعية عطيرت كوهنيم وتشكيكهم في قانونية نقل الأرض إليها.

التقرير الإسرائيلي أوضح التكاتف الرسمي خلف هذه الجمعية التي تنفذ سياسة إسرائيلية جوهرية وحيوية لبقاء إسرائيل وتحقيق أهدافها في ضمان التفوق البشري والغلبة السكانية وتقوم بمصادرة آلاف الدونمات من الفلسطينيين، وإقامة أحياء للمستوطنين اليهود من أجلها، حيث أشارت بيتسليم إلى أن جمعيّة “عطيرت كوهَنيم” تحظى بدعم ومساندة الوزارات الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في جهودها لإخلاء الأسر الفلسطينية من حيّ بطن الهوى وإحلال المستوطنين، مشيرة إلى وجود نحو 2800 مستوطن يسكنون في قرابة 140 بناية في قلب الأحياء الفلسطينيّة في البلدة القديمة وسط نحو 300 ألف فلسطينيّ.

“أبناء حي بطن الهوى في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، يعيشون مأساة كبيرة ويتعرضون لأوجاع جديدة وحملة تطهير عرقي لتهجيرهم، وتغيير التركيبة السكانية لصالح الإسرائيليين، حيث تنشط جمعيّة “عطيرت كوهَنيم” التي تحظى بدعم ومساندة إسرائيلية رسمية في إخلاء الأسر الفلسطينية وإحلال المستوطنين”.

عشرات الدعاوى القضائية التي قدمت للمحاكم الإسرائيلية المختصة، لإخلاء وتهجير أسر فلسطينية بأكملها (700 فلسطيني)، مقيمة منذ عشرات السنين في حي بطن الهوى