عناوين وشعارات أغلب المترشحين كأنها تخاطب جماهير كوكب خيالي في سلسلة أفلام خيالية دأبت هوليوود على إنتاجها، وتحكي سيطرة كائنات غريبة على البشر وقيامهم بإدارة شؤون الأرض نيابة عن البشر، هذا ما شعرت به وأنا أتسلى يومياً بقراءة تلك الشعارات وهي تزيد وتتضاعف وأضحت ملاذاً لبعض المواطنين الذين استعاضوا عن كربهم وضغط الدم وارتفاع السكر لديهم بمتابعة تلك الشعارات والبرامج التي ساقها هؤلاء المترشحون، وبلغ بهم الأمر صناعة المعجزات للبحرين، ما يجعلك تتساءل ما حاجتنا لمجلس النواب والمجالس البلدية ومجلس الشورى طالما أن هذه المعجزات ستتحقق من خلال برامجهم الانتخابية، فما على الحكومة سوى استلاف هذه البرامج وتطبيقها وستصبح البحرين بغمضة عين تتحدى سويسرا والنرويج والسويد في البذخ.

ليس من طبعي السخرية من الآخرين، وليس هدفي السخرية بالطبع، فأنا من أشد المتزمتين بالحفاظ على كبرياء هذا الوطن ومكانته مهما كانت محدودية إمكانياته، فقد كان هذا الوطن مركز الشرق الأوسط بكل المجالات وبالإمكان أن يعود لما كان عليه، لكن ليس بمثل هذه البرامج والشعارات التي يرفعها المترشحون، وما يزيد السخرية أن بعض أعضاء الشورى فيما يبدو غاروا من تصريحات النواب الحاليين والمترشحين وربما رغبة في التجديد لهم عادوا يصرحون بالإذاعة والصحف عن برامج وشعارات تفوق برامج المترشحين و”ما في أحد أحسن من أحد”، فمادام الكل يسعى لكسب ود هذا الشعب والبعض يسعى لمغازلة الحكومة والبعض لا يعرف أين وضعه الله، فالكل بمهرجان والعنوان الرئيسي البحرين تستحق.

نعم البحرين تستحق ولكن ليس ما يفعل بها اليوم البعض، والبحرين تستحق ولكن أن يكون هناك من قلبه عليها وليس على الجاه والمركز والمصلحة الذاتية، البحرين تستحق الأمن والاستقرار، البحرين تستحق رجالا أكفاء وشرفاء يمتلكون خبرة وتجربة وسجلا حافلا بالعطاء لا سجلا حافلا بالكلام الفارغ والشعارات والبرامج الخيالية الموجهة لكوكب غير الأرض، البحرين التي كانت ومازالت الجبهة الأمامية بالمنطقة في التصدي للإرهاب ولولاها لسقط الجميع، هذه الجزيرة التي حماها الشرفاء ومعهم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية تستحق رجالا كالذين بنوها منذ عقود وليس كالذين يسعون لامتصاصها وشفط خيراتها باسم الديمقراطية.

تنويرة:

كم مرة احتضنت الشيطان وأنت تظنه ملاكا.