العدد 3498
الأحد 13 مايو 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
ما يجري في المنطقة لعبة أم خطة؟
الأحد 13 مايو 2018

الأوضاع في المنطقة لا تسر مع تصاعد التوتر، حتى ولو لم تكن تلك على موعد مع حرب من أي نوع أو حجم، فعلى الأقل تسارع الأحداث وتصاعد الخطابات والتصعيد الأميركي الإيراني الإسرائيلي مع وجود أجندة مخبأة في الخطة السرية العالمية ومعها لعبة المصالح التي تظهر للوهلة الأولى تناقضاً بين الولايات المتحدة وأوروبا لكنها متفقة على تقسيم المشاريع بينهما بما يضمن مصالح الجميع هناك باستثناء مصلحتنا نحن في المنطقة الذين نسارع دائماً بالتصفيق لكل توتر وكل تصعيد، مع العلم بأن الحرب ليست دائماً في مصلحتنا مثلما ترك إيران أيضاً تلعب في الساحة وحدها ليس في مصلحتنا، ولكن يظل الفرق بين الحرب الوقائية وحرب المصالح على حساب هذا الطرف أو ذاك أمرا في غاية الأهمية وعلينا إدراكه قبل فوات الأوان.

تصعيد وتسخين وشحن إعلامي وخطابي وعمليات إسرائيلية حربية محدودة في سوريا تبدو استفزازية لإيران خصوصا حين تتعرض قواعدها وجنودها هناك للقصف مع انسحاب أميركا من الاتفاق النووي واستدراج المليشيات الحوثية للتصعيد بإطلاق الصواريخ البالستية بترتيب وموافقة إيرانية طبعاً وهي الحرب الإيرانية التي تخوضها الدولة الفارسية ضد العرب بواسطة أذرعها المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان واليمن بالإضافة لخلاياها النائمة في الدول الخليجية التي تتهيأ للتصعيد لدى أية مواجهة إيرانية أميركية، كل هذه المؤشرات التي تنبئ بصيف ساخن تدفعنا لطرح السؤال التالي: هل العرب مستعدون لتداعيات حرب جديدة في المنطقة قد تمتد وتشتعل وتضحى شاملة؟ مجرد سؤال تخميني لأن الجميع متفقون بما فيهم إسرائيل وإيران على عدم المغامرة بحرب شاملة في الوقت الحالي، إذا لماذا قرع طبول الحرب في تل أبيب على الأقل؟ بالإضافة إلى التسخين الأميركي؟ هل هو ابتزاز جديد للمنطقة أم قناعة تولدت للجميع بضرورة تحجيم إيران ولجم طموحاتها في المنطقة وتهديدها المستمر الذي يقلق العالم بأسره؟

ربما يوجد في رسالة كوريا الشمالية التي انضمت مؤخراً لمباحثات سلام مع كوريا الجنوبية وبدأت تعيد رسم سياستها النووية إيذان ومؤشر على هذه القناعة بوضع حدٍ للدول المارقة، وهنا يأتي دور إيران التي لم يبق سواها كدولة مارقة وحيدة مستندة على أذرع وخلايا منتشرة في الأرجاء وحان الوقت لنزع هذه الأذرع بالإضافة لكبح الطموح النووي، سواء جاء ذلك عن طريق العقوبات الاقتصادية والحصار أو عن طريق تهديد بالحرب كما تفعل إسرائيل الآن، لا أخمن إن كانت تلك لعبة أم خطة أو محاولة اختبارية فنادراً ما نفهم كيف تفكر إسرائيل.

يبقى الأهم من ذلك كله، هل نعي نحن في دول المنطقة جوهر هذه التحركات والمناورات، وهل نحن مستعدون للتعاطي معها بما يحفظ استقرار وأمن المنطقة؟ أم كالعادة سيكون اعتمادنا على النتائج فقط كما حدث في العراق مثلاً حين لم يكن لنا دور في حفظ العراق الذي طار منا؟.

تنويرة:

مكانك محفوظ ما دمت تقف فيه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية