قبل أن يمني بعض أعضاء المجالس البلدية أنفسهم بكرسي في المجلس النيابي، عليهم أن يقيموا أداءهم خلال عملهم في المجلس البلدي ودور بعضهم السلبي تجاه بعض قرارات البلدية المجحفة والمؤلمة في حق المواطن، ومنها فرض رسوم البنية التحتية على المواطن في حين عزمه بناء منزل ثان، ألا يأتي هنا دور المجلس النيابي في التصدي لمثل هذه القرارات التي تحول دون مشاركة المواطن تطوير وتعمير بلده ورفع مستوى معيشته بمجهوده، الأمر الذي يتطلب من المؤسسات الحكومية بذل التسهيلات وتذليل العقبات، أو أن دور العضو البلدي محصور في تأبط البشت والتقاط الصور في مناسبات القرقاعون والاحتفالات وإرسالها إلى الصحف المحلية ومجموعته في الواتساب.

بعض أعضاء المجلس البلدي وجودهم في المجلس تكملة عدد، وذلك حين كان همهم الحصول على الكرسي لضمان راتب ومميزات مجزية، ومن بعدها ينتهي دورهم في المنطقة بعد إزالتهم الخيام التي نصبوها في حملتهم الانتخابية، فهم لم يعودوا بحاجة إلى المواطن الذي أوصلهم بصوته إلى منصب مرموق لم يحلموا به في حياتهم.

ثم يأتي هذا البلدي بعد الخمول والتقصير ليمني نفسه بكرسي في المجلس النيابي وكأن المجلس بالنسبة له مثل برنامج “افتح يا سمسم”، فتفتح معه أبواب السعد ويحصل على جواز خاص وحصانة ومزايا مجزية وسفرات. ونعود إلى سلبية بعض أعضاء المجلس البلدي تجاه بعض القرارات ومنها رسوم البنية التحتية المفزعة، ونقول، إذا لم تستطع التصدي لقرار وزاري، فكيف بالله تستطيع أن تحاسب وتستجوب مسؤولين وتتصدى لقرارات تظلم المواطن وأصحاب الأعمال؟ فاتقوا الله يا أعضاء المجالس البلدية في الناس، فقد استخدمتم أصواتهم لتصلوا إلى المناصب وبالمقابل هناك مناطق تئن من الانحدار في الخدمات، وزيادة الرسوم والضرائب، لا تقولوا “هذا دور النيابي”، فهذا أيضاً دور البلدي، فهاهم أعضاء المجلس البلدي في نابلس يقدمون استقالتهم بسبب تركيب البلدية عدادات ماء مسبقة الدفع، وها هو رئيس المجلس البلدي لأمانة عسير يقدم استقالته من رئاسة المجلس لعدم تمكين المجلس من القيام بدوره الرقابي. فمن منكم يا أعضاء المجلس البلدي استطاع أن يتوجه بسؤال أو يلوم المسؤول بالبلدية بسبب غرق الشوارع، أو يناقشه في قرار رسوم البنية التحتية، فمن استطاع أو قام بذلك فيمكنه التقدم للنيابي، “أو يستريح ويريح بشته”.