العدد 3477
الأحد 22 أبريل 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
السعادة حق وليست ترفا للمواطن
الأحد 22 أبريل 2018

اهتمام سمو رئيس الوزراء حفظه الله بكل ما يهم المواطن من بين كل الاهتمامات، هو الترفيه والترويح وإيجاد البدائل للمواطن للذود بنفسه في الترفيه، خصوصا فيما يتعلق بتوفر المماشي والمنتزهات والساحات الخضراء، وها هو مشروع سعادة الذي يرعاه سموه حفظه الله يرى النور ويبدأ العمل به على ساحل المحرق التي طالما تغنينا بها وردحنا على شواطئها وسواحلها الجميلة الرائعة والنظيفة قبل أن تسطو عليها شركات الجزائر الصناعية ومشاريع الإسكان الخاصة التي لم تلتهم البحر فحسب بل معها التراب والثروة السمكية والطحالب والمناظر الطبيعية الصباحية والمسائية، حتى أضحت المحرق عبارة عن جزيرة صناعية تتناطح فيها العمارات والبنايات، فلم يعد هناك ساحل للحد ولا ساحل لقلالي ولا ساحل لعراد بالطبع، وإن ظلت ثغرة هنا أو هناك فقد وضعت عليها حراسة خاصة.

دفعني اليوم لكتابة هذه المقالة بعيداً عن أجواء السياسة التي كفرت بها وبمن يتعاطها نظرا للمستنقع الذي تشكله وما تخلفه وراءها من نفايات ودسائس ومناورات كلها بعيدة عن هموم المواطن الذي بمجرد أن يفتح عينيه في الصباح ويبحث عن خبر صغير في الصحف يرد له ثقته برزقه ومعيشته وترفيهه مع بعض التنفس من عناء الحياة حتى يجد الروتين الإخباري هو السائد، فبعد أن فرح بأخبار الاكتشافات النفطية الهائلة واستعاد ثقته بنفسه ودولته وبنى آماله على هذه الثروة عاد للروتين وراح يبحث عن متنفس، وهنا لابد من الإشارة إلى أن البحث عن سعادة المواطن ليس أمرا غريبا على أية دولة ولا هو خارج قاموس الدول، فالأجيال التي تحمل على عاتقها مسؤولية حماية الوطن لابد أن تكون سعيدة، وإلا ما فائدة أن يكون 5 % أو حتى أقل من السكان سعداء والبقية تتعارك على الحياة وتفاصيلها اليومية الشاقة؟ صحيح أن هناك الكثير من الدول نسبة السعادة والتخمة فيها ربما حتى لا تتجاوز الـ 2 % ولكن ما نفع هذه الدولة وما هو مصيرها.

إن سعادة الشعوب لا تبدأ إلا من سعادة الطبقة التي تحكم وأنا أجزم بكل ما عرفته ولمسته ورأيته وسمعته طوال الطريق الذي ربطني بسمو رئيس الوزراء حفظه الله أن سعادة المواطن وراحته ورخاءه فوق كل اعتبار، بل لا يخلو توجيه من هذا الصدد لكن السؤال المهم والصريح الذي أريد إجابة عليه، هل كل المسؤولين بنفس نهج سموه؟ وهل كل مسؤول يحمل بأمانة في عنقه حق المواطن في الحياة الكريمة والسعادة؟ إذا لماذا لا يستطيع أي مواطن رؤية أو مخاطبة ليس أي وزير ولا أي وكيل ولا أي مدير، بل أي مشرف إدارة أو رئيس قسم؟ ألم أقل إن سمو رئيس الوزراء في قلبه المواطن دائماً؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية