العدد 3452
الأربعاء 28 مارس 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
حتى تعود الغرفة لأصلها
الأربعاء 28 مارس 2018

غرفة التجارة، أو بيت التجار، في كثير من الدول بما فيها الخليجية، تأتي في الأهمية والمكانة قبل وزارة التجارة، بل في الدول الغربية يمثل تجمع التجار قوة خلاقة ودافعة ومحركة للاقتصاد والاستثمار، وهذا ما يجب أن ينتبه له الأخ سمير ناس وزملاؤه الذين يشكلون اليوم الدماء الجديدة بالغرفة التي كانت خلال الدورة السابقة عرضة للصراعات والمماحكات والخناقات أسوة بمجلس النواب، ونسفت تاريخها الذي أسسه ووضع قواعده الآباء والأجداد من تجار البحرين الذين كان لهم وزن وكلمة ومكانة حان الوقت لاستعادتها، فمن غير الممكن أن تتلاعب وزارة التجارة بالغرفة وكأنها دائرة من دوائرها تصدر لها الأوامر وتنفذها بل وتزايد أكثر من الوزارة مثلما فعلت الإدارة السابقة للأسف.

هناك استحقاقات كثيرة وكبيرة وغاية في الأهمية على الإدارة الجديدة بقيادة ناس أن تقوم بها، أولها إعادة هيبة الغرفة وتفعيل أدواتها والانسجام بينها وبين السوق ومراعاة المستهلك الذي هو ذاته في النهاية يعتبر مستهلكا، وحين تتحدث عن المصلحة يجب أن يقترن حديث الغرفة عن مصلحة التاجر والمستهلك فأي خلل في السوق سينعكس على الطرفين، وهذه آلية جدلية على الغرفة الانتباه لها، كما عليها تنظيف الساحة من تركة الإدارة السابقة وإعادة الثقة للغرفة باعتبارها ممثلة القطاع الخاص والقطاع المالي والتجاري والاستثماري وهي عمود فقري في الاقتصاد الوطني لا مجرد غرفة في وزارة ابتلعتها في الفترة السابقة لدرجة اختلطت علينا قرارات الغرفة مع قرارات الوزارة وهذا ما أسقط الإدارة السباقة كلها وأعاد تشكيل مجلس الإدارة، فلا ينسى الإخوة في الإدارة الجديدة أن من أهم أسباب سقوط الإدارة السابقة التحقاها بوزارة التجارة، وليتأكد هؤلاء الإخوة في المجلس الجديد بأنهم سيلقون كل الدعم والمساندة من حكومة سمو رئيس الوزراء الذي لم يدخر وسعاً طوال الوقت في دعم التجارة والغرفة بل بلغ دعمه للغرفة حداً كنا فيه نستغرب كيف لم تستفد منه الغرفة السابقة طوال الوقت، إذ انشغلت بالخناقات وتركت المركب يغرق.

دعوة صادقة لغرفة التجارة بوجهها الجديد وحماس رجالها ونسائها وعلى رأسهم رئيسها سمير ناس أن يستفيدوا من أخطاء الماضي خصوصا أن الغرفة هذه المرة مدعمة بخبرات وتخصصات بينهم الأكاديمي والمخضرم والشاب الطموح وهذا ما يجعل المهمة سهلة وصعبة بذات الوقت، ولكن خبرة ناس وحماسه وقدرته على إدارة الغرفة بحزم وقوة واستغلالية عن الوزارة هو أمر حاسم في مسار الغرفة، وهذا ليس شيئا جديدا فتاريخ الغرفة وتجارها عريق منذ الآباء المؤسسين الذين تركوا الغرفة بعدها للأسف لجيل أضاع بوصلتها، فأعيدوا للغرفة سمعتها وقوتها ومكانتها واستغلوا حماسكم وإخلاصكم والمصلحة العامة لا المصلحة الضيقة.

تنويرة:

لا فرق بين النهار والليل مادمت مغمض العينين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .