العدد 3419
الجمعة 23 فبراير 2018
banner
شطرنج إيراني إسرائيلي على طاولة سوريا ولبنان (2)
الجمعة 23 فبراير 2018

أسباب الحرب متعددة ومتغيرة وكثيرة، منها استهداف منصات التنقيب عن الغاز والمنشآت الإسرائيلية في المتوسط التي هدد نصر الله باستهدافها في حال اعتداء إسرائيل على البلوك رقم 9 في المتوسط بحسب خطابه الأخير، والتي تعتبره إسرائيل بمثابة إعلان حرب في حال حدوثه، وأيضا إرسال إيران طائرة مسيرة هجومية قد يكون إعلان حرب، وتموضع إيران في سوريا ولبنان وإقامة مصانع لتجهيز الأسلحة المتطورة ونقلها لحزب الله في لبنان أمور تشكل إسرائيليا إعلان حرب، وكان نتنياهو قد قدم للدول الأوروبية المشاركة في قمة ميونخ للأمن معلومات ووثائق وصورا يدعي أنها إثبات على تورط إيران في الهجوم على إسرائيل بوسائل شتى، كما أن ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي بحاجة إلى إنجاز أمني ما، ومشاكل نتنياهو القانونية وتهمة الرشوة تجعله يفكر بصرف الأنظار حتى بحرب أو عملية عسكرية واسعة النطاق.

من الجانب الآخر إيران تنفي إرسال الطائرة المسيرة وتنفي إنشاء قواعد عسكرية هجومية في سوريا ومصانع أسلحة في لبنان وترى بخطوات إسرائيل ضدها عدوانا يلزم الرد، ومقتل عدد لا يستهان به من حرس الثورة الإيراني في الغارات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا لن يمر مرور الكرام كما يرى المراقبون، أضف إلى ذلك الوضع الإيراني الداخلي والغليان الشعبي واستمرار التظاهرات والمواجهات اليومية التي تقودها الصبايا والنساء والشباب بأعداد قليلة إلاأانها تهدد عرش الملالي وأصحاب الشأن في طهران وأصفهان وقم وشيراز والأهواز وغيرها، هذه التظاهرات التي قد تتسبب بفوضى عارمة إلى حد إجراء تغييرات جذرية في الجمهورية الإسلامية ناهيك عن صراع جنرالات الحرس الثوري مع الإصلاحيين في سدة حكم إيران، وإذا أضفنا إلى كل تلك الأسباب صراع القوى العظمى وأطماعها في المنطقة تكون الأرضية خصبة ومؤاتية لحرب جديدة تضطر الجميع في نهايتها للجلوس معا على طاولة الأمم المتحدة لتقاسم الكعكة السورية وتحديد نفوذ القوى في المنطقة.

كل جانب يريد أن تكون لديه الأوراق والأسباب للمواجهة، فحين تكون إسرائيل تواجه على أرضها ويقصف داخلها وما تسميه جبهتها الداخلية تسعى إيران لمعارك على الأرض السورية واللبنانية وربما توسعها إلى قطاع غزة ويعتقد البعض أن إسرائيل قد تستهدف الأراضي الإيرانية في حال نشوب الحرب وتضرب نقاطا موجعة كما فعلت سابقا في مسألة اغتيال علماء النووي أو تدمير مواقع للصواريخ ومنشآت إيرانية مهمة، سرا ودون الإعلان عن ذلك.

وإن كان السؤال هنا أين روسيا وما موقفها من ذلك؟ فالجواب موجود في تصريحات نائب السفير الروسي لدى إسرائيل الذي قال إنه في حال نشوب حرب بين إيران وإسرائيل وحزب الله، فإن روسيا ستكون إلى جانب إسرائيل وليس فقط الولايات المتحدة، هذه التصريحات صنعت بلبلة في محور إيران سوريا حزب الله خصوصا أن روسيا حليفة هذا المحور في الحرب السورية، هنا لابد من العودة إلى حرب الأدمغة والتقديرات وخطوات الشطرنج على الأرض السورية اللبنانية، فهل تحريك الجنود سيعرض الملك للموت؟ والمعروف أن الشطرنج هي لعبة “نتيجة صفر”. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية