العدد 3418
الخميس 22 فبراير 2018
banner
شطرنج إيراني إسرائيلي على طاولة سوريا ولبنان (1)
الخميس 22 فبراير 2018

لأول مرة تقوم إيران بعمل عسكري مباشر من الأراضي السورية ضد إسرائيل، الطائرة المسيرة بدون طيار التي أرسلتها إيران إلى إسرائيل بنية استخبارية أو للهجوم على هدف ما أو لأي غرض آخر اعتبرتها إسرائيل وعلى لسان كبار قادتها عملا عدوانيا إيرانيا ضد السيادة الإسرائيلية، وكأن إسرائيل تحترم سيادة الدول المجاورة الأخرى وتمتنع عن المس بها من سوريا إلى لبنان مرورا بدول بعيدة مثل السودان.

إرسال الطائرة المسيرة وما أعقبها من تداعيات، وإسقاط طائرة أف 16 وقصف الدفاعات الجوية السورية ومواقع تقول إسرائيل إنها إيرانية مثل مطار تيفور قرب إدلب بالعمق السوري ومواقع أخرى لأجهزة رادار وتحكم إيرانية في أنحاء مختلفة من سوريا، كل هذه الأمور تدل على أن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية تقترب أكثر مما ظن البعض.

إيران وكما يعرف الجميع تعمل بطريقة “البروكسي”، أي مندوبين بالوكالة، وتفعل هؤلاء في كل ما تريده بالمنطقة وتعمل على تموضع مليشيات عراقية وأفغانية وباكستانية في سوريا إلى جانب حزب الله، الذراع الأقوى لإيران في المنطقة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تدفع العديد من عناصر حرس الثورة الإيراني للقتال في سوريا وتهيئة المواقع والاستعداد لساعة الصفر في مواجهة إسرائيل بسوريا، وربما على الأرض اللبنانية، ليس لأن إيران تريد الحرب مع إسرائيل أصلا، إنما لأن إسرائيل أعلنت وبدأت تعد العدة لمنع إيران من بسط نفوذها قرب حدودها في الجولان السوري وفي لبنان بعد أن تموضعت باليمن وأثارت النعرات والقلاقل في البحرين وتحاول زعزعة استقرار السعودية والكويت.

إسرائيل لم تكن في سنوات الحرب السورية الأولى تعير الوجود الإيراني اهتماما كبيرا في سوريا مادامت الحرب قائمة والإيراني والسوري وحزب الله منشغلون بالحرب على داعش، ونظام الأسد يحفظ عدم المس بالمصالح الإسرائيلية، وبالطبع التنسيق مع الروس أكسب إسرائيل تفوقا في سوريا وصالت وجالت على خاطرها بما يتعلق بالأجواء وحددت خطوطا حمراء أضافت إليها مؤخرا خطا جديدا يتمثل بطريق دمشق السويداء، كما أنها بصدد تسطير خط أحمر آخر وهو التواجد الإيراني في لبنان في محاولة لربط الجبهتين السورية واللبنانية ببعضهما بعد التنسيق المكثف مع الإدارة الأميركية الجديدة التي وعدت إسرائيل بكل الدعم بما في ذلك العسكري الفعلي من الجو والبحر في حال نشوب حرب في المنطقة.

اللافت في التوجه الإسرائيلي للحرب المقبلة أنها لا ترى بحزب الله خطرا كيانيا عليها، إنما إزعاجا صاروخيا قد يطال نقاطا حساسة أو أماكن بعيدة في العمق الإسرائيلي، كما أنها لا ترى الحرب مع إيران في خانة كن أو لا تكن، إنما في خانة كسب المعركة وعلى الأقل إبعاد إيران من حدود وقف النار في الجولان خمسين أو نيفا من الكيلومترات، مع إعادة خلط الأوراق على الطاولة السورية لإطالة عمر الحرب الأهلية والدولية والإقليمية الدائرة هناك... إسرائيل أرسلت رسائل كثيرة للبنان الدولة وحزب الله بأنها غير معنية بضرب لبنان وبنيته التحتية في محاولة لتحييد حزب الله من معادلة الحرب المقبلة إلا أن إصرار إيران على زج الحزب في مواجهة جعل إسرائيل تغير سياستها لتعلن أن الجبهة اللبنانية والسورية واحدة وهكذا ستتعامل معها في حال نشوب الحرب. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية