العدد 3326
الأربعاء 22 نوفمبر 2017
banner
درس من الأمس واليوم
الأربعاء 22 نوفمبر 2017

بين الشأن المحلي والشأن الخارجي علاقة جدلية، لا يمكن فصل الداخل عن الخارج، فما يحدث في العالم يهمنا شئنا أم أبينا، بل ينعكس علينا سلباً وإيجاباً، ومن هنا لا يمكن تجاهل العلاقة، لكن هناك أولوية حتى مع هذه الرؤية الواضحة، فالداخل هو المحرك للبقاء والحفاظ على الداخل ربما يسهل لك عدم الاعتماد كلياً على الخارج، الداخل هو صمام الأمان حتى لو تخلى الخارج أو تواطأ، وقد كانت لنا في محنة 2011 الدمرة عبرة حينما وجدنا في ساعة شر وحدنا في الميدان، رأينا بأم أعيننا ماذا فعلت نظرية الداخل وكيف قلبت الموازين كلها وأحرقت كل الأوراق الكريهة التي كادت تؤدي بنا، وانتصرت إرادة الداخل حينما غيرت المعادلة وكان ذلك بقيادة سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه.

القصد من حديث اليوم رغم قصره هو أن على الدولة وهي منشغلة بالخارج وتأمين أمن واستقرار المنطقة وهو ما يعني أيضاً استقرار الوطن أن لا ننسى في زحمة وخضم هذا الانشغال الاهتمام بالداخل من كل الجوانب وفي كل المجالات وأولها وضع المواطن محدود الدخل وحياته المعيشية ليس فحسب بتوفير المناخ المستقر له بل خلق المناخ النفسي الملائم ليكون سعيداً وبعيداً عن المخاوف والقلق على قوته كلما تلقى الأخبار وحتى الشائعات فيما يتعلق بالرسوم والزيادات والضرائب، فهذا المواطن يقدر الوضع بل يتفهم ظروف الدولة ولكنه بحاجة للطمأنينة حتى يبعد عنه شبح القلق.

كما أن على الدولة في مثل هذه الظروف مراعاة الكفاءات والولاء والإخلاص في العمل الوطني، فعندما يرى المواطن الكفاءات ومعها الولاء يدرك أن تضحياته لم تذهب هدراً ويشعر بالأمان على وضعه واستقراره لأن الوطن في أيدٍ أمينة، ولا يوجد من يتلاعب بمقدراته لمجرد تعيين أشخاص لمجرد الترضية حتى لو لم يكن لديهم الولاء للوطن أو لا يملكون الكفاءات اللازمة لمناصبهم، عندما نسير في هذين الخطين المتوازيين يصبح الوطن أمانة في أعناقنا شعباً وقيادة، ولا يوجد بعدها ما يهدد سلامتنا حتى لو تحالف الإنس والجن، فالوطن أقوى من كل القوى الشيطانية مهما تكالبت ولنا فيما حدث بأعوام الجمر التي مرت علينا عبرة كشفت كيف قلب الشعب والقيادة الموازين لصالح سلامة الوطن، من هنا لابد من التركيز على الداخل حتى ونحن في ذروة انشغالنا بالخارج، فلا يجب أن تلهينا إيران وقطر عن شؤوننا الداخلية لأن هذا ما يريده الأعداء لنا، ويجب أن نفوت الفرصة عليهم بالوعي والتكاتف والوقوف صفاً واحداً ضد من يخون مصيره خارج الحدود، وعلمنا سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه كيف نقف في وجه العواصف والتحديات ونحن لها.

 

تنويرة:

شرارة واحدة تحرق بلدا وحرب طاحنة تنقذ وطنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .