العدد 3295
الأحد 22 أكتوبر 2017
banner
تحدي القراءة
الأحد 22 أكتوبر 2017

القراءة روح الأمة ونبض الحركة وذروة التطور الحضاري، بالقراءة تنهض الأمم، وبدونها تسقط الحضارات ويتحول العالم إلى غابة، فالبيت الذي لا توجد به مكتبة كالحديقة التي لا توجد بها أزهار والسماء التي لا تشع بها نجوم، من القراءة خُلق الإنسان، ومنها يخلد، فلا أمة تحيا بدون الكتاب والحرف والقلم والمعرفة والعلم، في اعتقادي، الإنسان خلق لكي يقرأ.

مؤخراً فازت البحرين بالمركز الأول في مسابقة تحدي القراءة ممثلة بمدرسة الإيمان، وتم تكريمها من بين آلاف المدارس في خطوة تمثل إنجازاً يحسب لوزارة التربية والتعليم ومدرسة الإيمان والأخ الوزير الدكتور ماجد النعيمي بوراشد الذي يكن له كل بحريني غيور التقدير والامتنان على دوره التربوي والتعليمي، وفوق كل ذلك دوره الوطني المشهود له منذ أيام المحنة الدمرة، حينها ظهر الوزير الأول والأوحد، خرج من بين صفوف المسؤولين بعد سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه ليتحدى الغوغاء ويفتح المدارس عنوة رغماً عن الإرهاب، ويجول القرى والمدن، ويتحدى خطر الغوغاء ويسجل حضوراً وطنياً لن تنساه البحرين، هذا التكريم الذي نعتز ونفخر به لا يجب أن ينسينا أننا للأسف الشديد مجتمع لا يقرأ إلا في حدودٍ ضيقة للغاية وللنخبة وبعض الفئات، دليل ذلك نسبة الأمية المقنعة التي تعري آلافا لا يجدون من القراءة سوى أخبار الرياضة والفضائح وكتابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل غابة من الأمية، وبالتالي فوز مدرسة بالمركز الأول إنجاز أتمنى أن يحرضنا على المتابعة ونوع القراءة، فلا يكفي أن نقرأ بل ماذا نقرأ؟ وعلى الرضوخ لظاهرة العصر العالمية وهي القراءة وإلا سنجد البحرين بعد جيل أو جيلين عقولا فارغة من المعرفة والثقافة، وإذا كان الآلاف يزورون معارض الكتب، فعلينا أن نبحث ماذا يقتني أغلب هؤلاء الرواد، فلا تعني كتب الطبخ والشعوذة الدينية والسحر وعذاب القبر وولاية الفقيه سوى أن فئة محدودة جداً من تقتني كتب المعارف والعلوم والثقافة والأدب والفنون، لأن الدليل الثابت على ذلك هو المستوى المعروف والذي لا أود الدخول في تفاصيله لعدم الإحراج، ورغم وجود مؤسسات ثقافية وأدبية كثيرة وبأحجام هائلة في الظاهر إلا أن مستوى توزيع ونشر وتداول الكتاب لا يصل للمستوى المقبول قياساً بمستوى القراء في الهند، وهي دولة بها من الفقر والعدد السكاني، إلا أنها في مقدمة دول العالم من حيث مستوى القراءة، ولا أريد أن أقارن بدول الغرب، حتى لا أقفز بعيداً.

عموماً مبروك للبحرين فوز هذه المدرسة بالمركز الأول في تحدي القراءة وآمل أن يحفز ذلك العقل البحريني على التحرر من صفحات المطبخ والرياضة والجريمة.

 

تنويرة:

المنزل بدون رفوف الكتب كالغابة بلا أشجار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .