العدد 3294
السبت 21 أكتوبر 2017
banner
وسائل التواصل وتخريب العلاقات بين الشعوب العربية
السبت 21 أكتوبر 2017

للأسف لا يزال الجهل يسيطر على عدد كبير جدا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا الفيسبوك الذي يحتل نصيب الأسد في عدد مستخدميه بين وسائل التواصل الأخرى، والمشكلة الكبرى تنتج عن سهولة عملية النشر دون حسيب أو رقيب، فكل إنسان يستطيع أن يكتب أي شيء في أي وقت، سواء كان ما يكتبه الصدق أو الكذب، يستطيع أي إنسان أن ينشر قصة كاذبة عن شخص أو جماعة أو عائلة أو دولة، دون مراعاة القيم والأخلاق، ودون تفكير في حجم الضرر الذي يمكن أن يقع على الناس جراء ذلك.

الشيء الأكثر سوءا هو أن آلافا من رواد تلك المواقع يتلقون هذه المنشورات ويقومون بمشاركتها لتصل إلى آلاف غيرهم، ويقومون في الوقت ذاته بتكوين مواقف، والقيام بمعارك ضد أطراف أو أشخاص أو دول دونما تفكير في مدى دقة المنشور الذي تسبب في كل هذه المعارك المستعرة التي تؤدي إلى الكراهية المتبادلة بين الشعوب وبعضها، وتؤدي إلى التعصب وتعميق الاصطفاف الطائفي المقيت.

من الأمثلة التي تبين جهلنا وقابليتنا للاستغفال بسهولة ما قام به البعض تجاه دولتين عربيتين، الكويت الشقيقة واليمن، خلال انتخابات منظمة اليونسكو، حيث قام شخص أو جهة بوضع منشور يتهم الدولتين الشقيقتين بعدم التصويت لإحدى المرشحات العربيات في هذه الانتخابات، وعلى الفور تلقف هذا المنشور آلاف من الجهلاء دون أدنى تفكير وبدأوا حملة من الانتقادات بشكل يوغر الصدور ويضر علاقات الأخوة والمودة بين الدول، والشيء الذي يبين خيبة شعوبنا العربية وافتقارها الوعي، هو أن الكويت واليمن ليس لهما حق التصويت من الأساس في هذه الانتخابات.

فإلى متى سيبقى الفيسبوك وسيلة هدامة تضر علاقات الأخوة والمودة بين شعوبنا؟ وإلى متى سنظل نستغفل من قبل جهات إلكترونية تقوم بنشر شائعات وأخبار كاذبة وتضع لنا الكلام الذي تريده على ألسنتنا وتجرنا إلى حروب تضر جميع أطرافها مستخدمة تسرعنا وعدم قدرتنا على الفحص والتدقيق في تمرير ما تريده؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .