العدد 3291
الأربعاء 18 أكتوبر 2017
banner
الطائفية تهدم وحدة الدول
الأربعاء 18 أكتوبر 2017

منذ زمن طويل والأكراد يطالبون بإقامة دولة خاصة بهم، فمنذ سايكس بيكو وهم يستغلون كل حدث وكل حرب من أجل تحقيق هذا الهدف ويأخذون وعودا من دول وأطراف في صراعات معينة بإقامة الدولة الكردية بعد انتهاء تلك الصراعات، ولكن لم يحدث أبدا أن أوفى أحد بوعده لهم على مر التاريخ.

ويتمثل العامل الرئيس في عدم تحقيق الحلم الكردي في أن قيام الدولة الكردية يوحد كل من يرفض قيام هذه الدولة، رغم كونهم في الأصل خصوما، فتركيا وإيران والعراق وسوريا ليسوا على قلب رجل واحد في كل القضايا الأخرى ولكنهم يتوحدون جميعا في مواجهة قيام دولة للأكراد، حتى إن قامت هذه الدولة على أرض إحدى الدول فقط.

هذا هو الحال منذ زمن بعيد، ولكن بعد الاحتلال الأميركي للعراق تغير الحال بشكل كبير، لأن بعض المسؤولين العراقيين ومن خلال الممارسات الطائفية أعطوا الأكراد حججا إضافية للمطالبة بالانفصال عن العراق الموحد الذي قام في الأساس على وجود أعراق مختلفة.

فالأكراد الذين كانوا يتعللون من قبل بالحرمان من الميزانية العادلة والتنكيل وعدم الحصول على حقوقهم السياسية، والقتل بالأسلحة الكيماوية والغاز، أصبحت لديهم الآن حجج أخرى خاصة بممارسات الحكومة، وفي هذا السياق يقول المثقف والكاتب الكردي أمجد رشيد في مقال له بجريدة الإندبندنت البريطانية إن الحكومة العراقية ترتمي في الحضن الإيراني وتسير بخطى سريعة نحو التحول لدولة دينية، وظهور قوات الحشد الشعبي والدولة الإسلامية داعش هو الذي يدفع الأكراد إلى إقامة دولة خاصة بهم.

وعلى الرغم من أن مساعي الأكراد لإقامة الدولة قديمة وليست مرتبطة بالدرجة الأولى بما يحدث على أرض العراق حاليا، إلا أن المسؤولين العراقيين يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه ما يحدث.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية