العدد 3277
الأربعاء 04 أكتوبر 2017
banner
كاتالونيا درس في الحزم
الأربعاء 04 أكتوبر 2017

بغض النظر عن نتائج الاستفتاء في هذا الإقليم، وتداعياته، إلا أن إسبانيا عالجت موضوع كاتالونيا بحزم لم تشهد مثله دولة في العالم إلا إيران ضد شعبها، طبعاً لن نتدخل في شؤون إسبانيا فهي أدرى بمصلحتها ومصلحة شعبها وأمنها واستقرارها، وهذا حال الدول عندما يتعرض أمنها القومي والوطني إلى تهديد داخلي، فما بالك لو تعرض أمن بلد خليجي كالبحرين لتهديد من الداخل والخارج، هل تلام الحكومة لو عالجت هذا الوضع بشدة وحزم؟ وهل ستسكت الأبواق الغربية خصوصا، ولن تدخل على الخط وتستعرض عضلاتها الحقوقية وآلتها الإعلامية ضد البحرين وإجراءاتها؟

هنا تكمن المعايير والمكاييل التي بها تكيل هذه الدول الوقائع والأحداث، فخلال الحملة القاسية التي تدخل من خلالها الجيش والأمن الإسباني لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها هناك لم نر حتى الآن صوتاً غربياً ولا حتى آسيوياً أو أفريقيا ضد ما سمي بالقوة المفرطة التي استخدمها الأمن الإسباني.

السؤال الطبيعي الذي يفرض نفسه هنا بشدة واستغراب هو، لماذا فقط دولنا العربية وشعوبنا الخليجية حينما يتم التعامل مع التهديدات الداخلية والخارجية بحزم ومع ضبط النفس أيضا نرى العالم الغربي يسارع لتوزيع التهم وإصدار البيانات والاحتجاجات، ويعرب هؤلاء عن قلقهم تجاه هذه المعالجة الأمنية لتهديد وتآمر واضح كالذي تعرضت له البحرين طوال عقد كامل من التخريب والإرهاب، وبلغ الأمر اغتيال رجال الأمن وتدمير الممتلكات لتسارع الخارجية الأميركية ومعها بقية الآلة الإعلامية الغربية لكيل الاتهامات ضدنا فقط لأننا استخدمنا حقنا في الدفاع عن وجودنا؟!
معنى ذلك أن العالم بحاجة لمعايير حتى يدرك الفرق بين ما يجري هناك وما يجري هنا، والكيل بمكاييل السياسة السائدة، وعلينا أن ندرك كيف نتعامل مع أوضاعنا الداخلية بما يتوجب أن تتعامل معه تلك الدول عندما يتعرض أمنها القومي للأخطار، وعلى مسؤولينا واجب الصراحة مع هذا العالم الذي فقد رشده وهو يبيح لنفسه استخدام كل الوسائل بما فيها القوة المفرطة بلا حدود فيما يستنكر علينا إلقاء القبض على مخرب واعتباره إجراء ضد حقوق الإنسان، هذا العالم المزدوج علينا فهمه والتعاطي معه بكل صراحة وواقعية ويأتي في مقدمة ذلك منع التدخل في شؤوننا الداخلية، مثل ما فعل السفير الأميركي الذي لا نفهم مغزى زياراته مؤخراً بعض المآتم وهو أمر جديد مع هذه الإدارة التي يجب أن تنتبه وتدرك أن مثل هذه الزيارات تثير الاحتقان والفتن عند الأطراف الأخرى، وليت وزارة خارجيتنا تعالج مثل هذه المسائل بصراحة وحزم.
تنويرة:

تذكر أن أقصر طريق للانتصار على من أساء إليك هو نسيان ما فعله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية