العدد 3253
الأحد 10 سبتمبر 2017
banner
أين السياحة؟
الأحد 10 سبتمبر 2017

تطوير مطار البحرين وتوسيعه لا يكتسبان أهمية للسياحة ما لم تطور بذات الوقت الوجهات السياحية التي يفترض أن نروج لها مع تطوير طيران الخليج بضخ طائرات جديدة وتحسين الخدمات ومنافسة الإماراتية والاتحاد بدل الهدر بدون أساس والذي لا معنى له سوى أن طيران الخليج صارت مثل قرحة المعدة المزمنة، لا يفلح معها علاج ولكن مسكنات، بالإضافة إلى ذلك ما لم تتغير العقليات والكوادر التي تعمل بالسياحة أو على الأقل البحث عن الخبرات والكفاءات الرفيعة، وفوق ذلك كله اقتحام رجال المال والأعمال هذا الميدان بجرأة بعيداً عن حبس أموالهم الجبانة وراء العقارات والأراضي والوكالات الجاهزة.
قبل عشرين سنة أو أكثر، هل تصدقون أن وضع السياحة في البحرين كان أفضل، نعم كانت هناك أفواج من أنحاء العالم وكانت هناك عشرات الطائرات من الخطوط الجوية عبر مختلف الدول تربض بمطار البحرين، وكانت الفنادق تعج بالحفلات والسهرات والبرامج الترفيهية التي لا تتوقف طوال العام حتى خلال شعبان ورمضان ومحرم، فقد كان هناك تنسيق وتنظيم، حتى في الفترات ذات الطابع الخاص كانت تراعى الظروف لكن لا تتوقف الأنشطة، اليوم للأسف توقفت هذه البرامج والحفلات والمهرجانات طوال العام باستثناء بعض المناسبات التي تتعلق بالأطفال وربما بعض الحفلات الغنائية المغلقة.
أين ذهب كل ذلك البريق للبحرين السياحية؟ لماذا ماتت البرامج واختفت الحفلات وعم العبوس بدل الضحكات والابتسامات، حتى أنك تشاهد اليوم وجوه العاملين في السياحة وبالفنادق جافة وعابسة وكأنها على عداء مع السياحة التي تمثلها، كل شيء تغير منذ أن تدخل النواب والشورى والمجالس البلدية وحتى الأمة وخطباء الجمعة حرضوا على وقف تلك الأنشطة بحجة مراعاة الفضيلة وكأن البحرين تغيرت عن ماضيها وتاريخها المشع بالفرح والانطلاق الحضاري، حتى رأينا الدول المجاورة وقد خطفت منا ذلك البريق بل سرقت منا كل ما نملكه من خيال وحيوية وحتى الشركات السياحية والخطوط الجوية ذهبت هناك، واليوم مطار البحرين الدولي طبعاً يغص بطائرات طيران الخليج ومعها بضع طائرات أخرى، أين ذهبت كل تلك الحركة؟ كيف اختفى كل ذلك النشاط والبريق الذي طالما رفرف على البحرين واستحقت إثر ذلك لقب جزيرة الابتسامة المشرقة؟ أين اختفت تلك الابتسامة اليوم؟ السؤال طبعاً لن تجد له إجابة لأن السياحة نفسها لا تملك إجابة، ولو كانت تملك لما توارت طوال هذه المدة بالصمت وتركت مجلس النواب من خلال بعض أعضائه المتشددين، وكانوا أغلبية للأسف، يغلقون الأبواب لتستسلم لهم السياحة حتى هذه اللحظة.
عودة الابتسامة لوجه الجزيرة المشرقة مرهون بحركة جريئة من السياحة لكن القفل بحاجة لمفتاح والمفتاح عند الحداد!.
 تنويرة:

واجه العاصفة برقة حتى تنكسر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .