العدد 3211
الأحد 30 يوليو 2017
banner
الأقصى - عرسال ليست صدفة
الأحد 30 يوليو 2017

من المؤكد أن هناك من يريد إشغال العرب - خصوصا ما بقي منهم صامدا في دول مجلس التعاون - عن التفرغ لبناء المجتمعات وعبور الفوضى التي تركتها حقبة أوباما الدمر، مؤكد ذلك وإلا ماذا وراء الإشعال المباغت في جبهة الأقصى وبشكل مفاجئ في الوقت الذي تحاصر فيه الدول الأربع قطر؟ وماذا وراء انفجار جبهة جرود عرسال في لبنان علماً أن الموضوع له سنوات على نفس الوضع دون أن نسمع أن إيران دخلت طرفاً في عرسال ومن دون أن نرى عمداً وعلى شاشات التلفزيون مباشرة علب التموين وعليها علم قطر وتحتها كتب دولة قطر، بدا ذلك واضحاً جلياً في الشريط المصور الذي بثه برنامج نديم قطيش وهو موجود على اليوتيوب، إضافة إلى ذلك إشعال الإخوان المسلمين وجناحهم العسكري جبهة سيناء بمصر، كما زادت تركيا تحركها في المنطقة وعادت إيران للمشاغبة في مياه الخليج ودفع حزب الله لإشعال الجبهات هنا وهناك، كل ذلك ظهر فجأة بعد مقاطعة قطر، هل هو صدفة؟
الواضح من الصورة أن أموال قطر تغري الكثيرين من إيران وتركيا وبعض الدول ضعيفة النفس إلى محاولة شراء الذمم بإحداث التشويش على الدول الأربع وإشغالها كما حدث لدى تفجير جبهة الأقصى وإشغال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله بهذا الوضع الذي طرأ فجأة وكأن هناك اتفاقا قطريا إسرائيليا بأن هذا الوقت مناسب لتستفيد الدوحة وتل أبيب من الوضع لإشغال المنطقة بالأقصى وعرسال، ولا أستبعد أن إيران دخلت على الخط حتى ولو كان بدون تنسيق مع إسرائيل فعلى الأقل قطر تتكفل بالمهمة وهذا يبدو واضحاً من الصورة المقربة، لأن الذين يتابعون الأحداث من خلال صورة مشوشة لا يمكنهم رؤية ما يراه المدقق الذي يجمع النقاط ويحصي الأوراق المبعثرة التي تبدو للوهلة الأولى لا رابط بينها بل ربما يعجز العقل الجامد عن رؤية وتحليل الصورة إلا إذا ما تم تكبيرها.
إذا المؤامرة على من؟ هل هي على قطر؟ أو المسجد الأقصى؟ أم على عرسال؟ يا سادة يا كرام افتحوا العقول وتدبروا في الأسباب لهذه الجبهات التي فُتحت في هذا الوقت بالذات حتى تدركوا أن المؤامرة لا على الأقصى لأن وراءها الإخوان وهم من فجروها نيابة عن قطر، ووراءها إيران التي فتحت من خلال ذراعها حزب الله جبهة عرسال، ووراءها أموال قطر التي فتحت خزائنها لإشعال هذه الجبهات، والمغرر بهم والضحايا هم الذين سقطوا قربانا ووقوداً لهذه المغامرات الإخوانية القطرية الإيرانية التي لعبتها معهم إسرائيل بدوافع خاصة بها ولا تنسوا التنسيق القطري الإسرائيلي منذ سنوات بعيدة لتتأكدوا بأنه لا يوجد شيء في هذا العالم صدفة.
 
تنويرة: لا توجد صدفة حيث توجد قطر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية