العدد 3186
الأربعاء 05 يوليو 2017
banner
متى بدأ الخلل مع قطر؟
الأربعاء 05 يوليو 2017

كان التساهل منذ البداية والصبر الطويل وتحمل السلوك المارق الذي بلغ حد التآمر ومحاولة اغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ولو صبرت الدول الأربع أكثر ولم تتحرك أخيراً ربما بلغ الأمر إسقاط الأنظمة الخليجية لتبقى الدوحة على عرش المنطقة وهذا هو الكابوس الذي يخامر الدوحة بالتحول لدولة عظمى.
ما يهم الآن هو أن الفأس وقع في الرأس وانفجرت العلاقة ولم يعد هناك غطاء أو لحاف يسد الفجوة التي انبثقت لتضع حداً للوضع السابق الذي بلغ عنق الزجاجة وكان لابد من وقفة أخيرة وحاسمة وقاطعة لأن الدول التي يدين نظامها بنهج الإخوان المسلمين لا تتوقع منها أية مصداقية، لا المواثيق ولا المعاهدات قادرة على لجم هذا النهج القائم على النكوص تماما مثلما جرى بعهد الملك عبدالله رحمه الله إذ لم تلتزم الدوحة بحرف مما وقعت عليه، ما المطلوب إذا؟
اليوم تلتقي الدول المقاطعة لاتخاذ قرار نهائي مع الدوحة ولابد أن المسؤولين في الدول الأربع نفد صبرهم من المهل والاشتراطات وهي كلها مجرد مناورات إخوانية معروفة ومكشوفة ولا أظن أنها ستخفى على المجتمعين ومن المتوقع أن تبرز خلال هذه الفترة مناورات جديدة وحيل من التي تتقنها الدوحة وتعلمتها من خلال المدة الطويلة من تعاطيها مع الإخوان المسلمين حتى أصبح النظام كله إخوانياً، هل يشك المجتمعون اليوم في اتخاذ قرار بذلك؟ فقد اكتوت دولة الإمارات الشقيقة منهم أكثر من أية دولة وتعرف محتوى ومضمون هذا النظام أكثر من غيرها.
طبعاً كل هذا الكلام أسوقه بعيدا عن العلاقة بين البحرين وقطر، و بين كل من السعودية والإمارات والدوحة، فهي ليست علاقة أنظمة وسياسات مختلفة، بل ليست حتى علاقة أجهزة ومؤسسات، العلاقة بيننا وبين قطر علاقة الجسد الواحد، هناك شعب واحد في الأصل والأشقاء في قطر هم الأشقاء في البحرين وصلة الرحم والقرابة والدم موجودة منذ الأزل بين الشعب الواحد في الضفتين، ولهذا لم ولن يؤثر هذا الخلاف في السياسات بين السياسيين على العلاقة بين الأجداد والأبناء والأحفاد، ولن يزرع الحقد والضغينة ولا حتى مجرد الخلاف بين هذه الأجيال بسبب ما جرى مؤخراً بين قيادة قطر السياسية وبين قيادات مجلس التعاون بشأن التباين في المواقف وهو تباين ليس وليد الساعة ولا مجرد خلاف في السياسات الخارجية بل هو انفصام تام في المصير وانحراف في المصالح بلغ حد التفكير باغتيال قائد خليجي بحجم الملك عبدالله رحمه الله، هل يعي إخواننا وأهلنا في الدوحة حجم وخطورة هذا القرار، أياً من اتخذه؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية