العدد 3179
الأربعاء 28 يونيو 2017
banner
من السذاجة يا أشقاءنا المثقفين في قطر
الأربعاء 28 يونيو 2017

من السذاجة تصور هذا الهجوم الخليجي الشامل على قطر لولا أن مشكلة هناك، ربما يعتقد بعض الأشقاء والأصدقاء القطريين أن حرب الكتاب والمثقفين الخليجيين في كل من الرياض والمنامة وأبوظبي نوع من الحملة التي يقودها الكتاب والمثقفون على الدوحة لأن السياسيين هم من بدأ الحملة وبالتالي سارع هؤلاء للالتحاق بركب الحملة هذا ما يردده البعض من الأشقاء هناك، ولنجاريهم ونأخذ بكلامهم ونقول أكثر من ذلك إن هذه الحملة على قطر ظالمة وإنها حصار وإنها مؤامرة وإنها حرب على دولة خليجية، كل ذلك نفترضه معهم ولكن ماذا بعد هذا الافتراض؟

قبل سنوات طويلة، كانت القيادة في البحرين تصر وتؤكد على عدم الرد على كل ما تقوم به قناة الجزيرة من تشويه للبحرين، وكانت القيادة في البحرين تصر على عدم فتح ملفات الهاربين للدوحة من الإرهابيين وكانت قطر تدعم منظمات حقوقية مشبوهة وتؤازر الوفاق ووعد وتنسق مع المرجعيات الدينية بل تمول الكثير من الأنشطة المعادية للبحرين وكانت القيادة البحرينية طوال هذا الوقت من الصبر والتحمل تصر على عدم فتح النار على الدوحة وعدم التصعيد، بل بلغ الأمر حينما تتعرض قطر لأي عارض يساندها الكتاب والصحافيون ويقفون معها ضد أية حملة، ماذا كان رد القيادة القطرية على ذلك كله؟

كان الرد هو ما كشفته المكالمات الهاتفية التآمرية، كان الرد احتضان الإرهابيين وتمويلهم ومساندتهم، لم يكن ذلك فقط على البحرين، بل امتد التآمر على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وليبيا وجرى التحالف مع إيران حتى العظم وأقيمت المعسكرات للإخوان المسلمين وتم التعاون والتنسيق مع حزب الله اللبناني أسوأ منظمة مع داعش، جرى كل ذلك تحت بصر الجميع وفي ضوء الشمس، فهل يلومنا الأشقاء القطريون كتابا ومثقفين وصحافيين بعد نفاد صبر الجميع بما فيهم العالم كله؟

إذا من السذاجة اليوم أن نقف مكتوفي الأيدي ونتفرج على كل هذا الجبل من التآمر في السر والعلن ضد دول شقيقة بل يربطها مصير واحد، وهنا أسال الإخوة القطريين ما مصلحة قيادة قطر من سقوط نظام البحرين الشقيقة لكم؟ ما مصلحة حكام قطر من تفتيت المملكة العربية السعودية حامية المنطقة بل حامية قطر نفسها؟ ما مصلحة حاكم قطر من احتضان الإخوان المسلمين الذين أرادوا الإطاحة بنظام دولة الإمارات العربية؟.

من السذاجة أن يتصور القطري الشقيق أننا في حرب معه لمجرد العبث، فما لم يُكْشَف حتى الآن يشيب له الفتيان ويقف منه شعر الرأس، كل هذا الذي خرج من قطر ليس إلا قطرة مما في الخفاء.

تنويرة:

 لم أعان من الشقاء يوماً رغم أني عشت فيه دهراً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية