العدد 3165
الأربعاء 14 يونيو 2017
banner
لقمة العيش وأمن الوطن
الأربعاء 14 يونيو 2017

أهم ما يشغل بال أي مواطن في العالم كله وليس في البحرين فقط مكسب قوته وقوت أسرته، فبقدر ما يملك الإنسان من وظيفة أو تقاعد معقول واستقرار معيشي بقدر ما يكون الإنسان سعيدا في وطنه ومحباً لترابه ومدافعاً لكرامته لأنه يستمد هذه الكرامة من الحياة الكريمة التي يعيشها في وطنه، لهذا نجد كثيرا أفرادا بالآلاف بل بالملايين هجروا أوطانهم أو حتى هربوا منها لأجل لقمة العيش والكرامة الإنسانية المرتبطة بلقمة العيش، فالمرء الذي لا يستطيع تدبير لقمة عيشه وقبل ذلك وأهم لقمة عيش أسرته ولا يمكنه الإحساس بالكرامة بالتالي لا يمكنه الشعور بالسعادة المستمدة من الحياة المستقرة.

السعادة والمواطنة هما قاعدة وأساس الولاء والإخلاص والانتماء للوطن، لا تستهينوا بالسعادة فأغلب الذين عاشوا غير سعداء كان ولاؤهم لأوطانهم هشاً وهذا يتطلب اليوم بحث هذا الأمر والتركيز عليه وليس الاكتفاء فقط بالبحث الأكاديمي الرتيب ولا التمسك بالقشور، لابد من ملامسة حياة المواطن والنزول لمستواه والوقوف عند عتبة بابه ورؤية حياته وحياة أسرته وكيف يعيش وماذا يمكن أن نقدم له على مستوى خدمات الدولة في مجال الصحة والتعليم والأمن والاستقرار والرخاء وبالتالي نطمئن إلى أن هذا المواطن سعيد بحياته حتى  لو كانت هناك نواقص هنا أو هناك كفيل المستقبل بحلها ولكن يبقى الأهم أن الدولة حققت أهم شيء للإنسان وهو المتطلبات الحياتية الضرورية للعيش الكريم، هذا ما رأيته مؤخراً لدى استقبال سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه أهالي الدراز واهتمام سموه بشؤونهم.

عندما أنظر اليوم بمرارة إلى بعض أهلنا في عدد من البلاد العربية كسوريا والعراق واليمن وأرى معاناة الإنسان هناك من وراء الشقاء المتمثل في ترك أماكن العيش والهروب وهجر المنازل واللجوء للمخيمات وفقدان الطعام والشراب والملبس وانتشار الأوبئة وانعدام دفء المكان، هذا وحده يجعل الإنسان يصرخ ويلعن الأوطان والحكام الذين قادوها لهذا المصير ويلعن كذلك ذاته لأنه انقاد ذات يوم مخدوعا بلا وعي وراء وهم الثورات والانتفاضات بحثاً عن وهم الحرية والديمقراطية والشفافية وغيرها من مفردات المشروع التدميري الذي كان عنوانه التغيير وجاء التغيير ورأيناه في هذه الدول وكانت نتيجته فقد الإنسان كرامته وبيته وفراشه.

اليوم وفي ظل المتغيرات الدولية في منطقتنا أتوجه للقادة والشعوب وأقول بكل صراحة لا تلعبوا جميعاً أية لعبة مهما كانت النية حسنة منها لتكون نتيجتها خسارة كرامتنا كبشر وخسارة فراشنا الدافئ، لنتمسك بنعمة العيش الكريم ونحافظ عليها بالوعي والولاء والانتماء للوطن وعدم التهاون في استقراره وكرامة موطنيه ومعيشتهم برخاء من خلال لقمة العيش الكريمة.

تنويرة: 

الحب أفيون العشاق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .