أستغرب بعد كل ما كتب وسطر وطرح من ملاحظات وانتقادات وأفكار حول موضوع غاية في الأهمية للدولة، لم نر رد فعل ولا حتى ريشة تحركت في الهواء فيما يتعلق بشركات ممتلكات التي تدير أموال الدولة والدولة في ذات الوقت لا شأن لها بهذه الشركات وممتلكاتها التي تعددت ولا نعرف عنها شيئاً سوى أرقام في الهواء لذر الرماد في العيون.

أنا أحترم العقل الاقتصادي إذا كان يفكر بمثل ما تفكر به مؤسسة الاستثمار في دبي أو سنغافورة على سبيل المثال، إذا ساهمت هذه الاستثمارات في جعل البلدين منارتين اقتصاديتين، نحن في البحرين نملك كل مقومات النجاح أكثر من أي بلد آخر، لدينا الكفاءات ولدينا البحار المحيطة ولدينا الخبرة الإدارية والاقتصادية والمالية ووراءها عشرات السنين من المكاسب والمنجزات التي جعلت البحرين فعلا قبل سنوات قليلة مضت حين لم تكن هناك ممتلكات وهيئة سوق العمل، كانت البحرين على وشك أن تكون محور المنطقة المالي والاقتصادي وفجأة “هوب” سقطت علينا المشاريع والأفكار التجريبية التي منذ أن بدأت تجاربها المرة في حياتنا المالية والاستثمارية حتى بلعنا الطعم وسقطنا في كمين الفشل بامتياز، وإلا متى نرى ونجني ثمار هذه الاستثمارات العديدة التي حتى أكاد لا أتذكر عددها، دون نتيجة تذكر.

من يستثمر يربح ومن لا يربح يترك الاستثمار لغيره ويعلن إفلاسه وهذا ما لا نتوقعه كل هذه السنين، فإذا غيروا الوجوه، غيروا الخطة، غيروا البرنامج، حققوا في الموضوع، ابحثوا وادرسوا وأوجدوا الخلل؟ بدلاً من صمت القبور الذي لا يقنع أحداً بما يجري لأموال الدولة المستثمرة كل هذه السنين.

أنا مقتنع بأن هذا الكلام لن يقنع الذين يمسكون زمام هذه الشركة ولن يحرك ساكناً لكن ألا يوجد من يقرع الجرس؟ طبعاً لن نصوب نحو مجلس النواب لأن ال... حرام، فلنترك هذه الجهة فنحن نعول على الله سبحانه، ربما يحدث ما لم يكن في الحسبان وترجع أموال الدولة إلى مكانها الطبيعي وتستثمر فيما هو صالح للبلاد والعباد.

والكلام يجر الكلام، عندما نتحدث عن الاستثمار وتحفيز رجال المال والشركات خصوصا في الخارج لتأتي وتستثمر، هل يعقل أن تصاحب ذلك رسوم تفرض كل ساعة حتى على مجرد التنفس، وبعد ذلك نستغرب لماذا لا يأتي المستثمرون؟ لا أعرف ماذا أصاب البحرين التي كانت محور حديث الشرق والغرب في الإدارة المالية حتى أصبحت على يد التجارب الأخيرة محور الإشكالات والمشكلات المالية. بالمناسبة أخجلني دعم الميزانية بحصيلة بيع أرقام السيارات، لأنني أبحث مع غيري عن حصيلة استثمارات ممتلكات التي ضاعت فيها الممتلكات وسط صمت اليائس.

تنويرة: 

تعطل الساعات لا يعني توقف الزمن.