العدد 3102
الأربعاء 12 أبريل 2017
banner
إلى متى التجارب؟
الأربعاء 12 أبريل 2017

حان الوقت للإجابة بصراحة عن سؤال مهم جداً طالما راودني، ولا اعلم ما إذا كان هناك من يؤرقه نفس السؤال المعلق: قبل أن نفرض مزيداً ومزيدا من الرسوم والإجراءات التقشفية الصارمة على المواطن الذي بدأ يئن تحت ضغط هذه الإجراءات علماً أن جميع المواطنين يقدرون الوضع العام في المنطقة الذي فُرض علينا، مازال السؤال قائماً: لماذا لا نبدأ قبل المواطن ببعض الإجراءات الصارمة فيما يتعلق بالمؤسسات التي مازالت تكلف الدولة خسائر حتى لو قيل إنها بدأت تتعافى؟ فعلى سبيل المثال طيران الخليج واستثمارات ممتلكات والفورمولا وتمكين ومشروعاتها بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بل هناك الكبيرة التي بدأت تخسر بالرغم من دعم تمكين لها، كل هذه الخسائر يمكن توفيرها إما بمراجعة وإعادة النظر في هذه المشروعات أو بالعودة إلى القاعدة الأصلية التي بُنيت على ضوئها نهضة البحرين التنموية التي حققت مكاسب واضحة على مدى أكثر من ثلاثين سنة قبل دخول هذه المشاريع المغامرة الحلبة.

ربما يرد بعض من يتطلب الأمر منهم توضيحاً على هذا الكلام بالقول إن كلامك ليس واقعياً ولست مستشارا ماليا أو خبيرا اقتصاديا أو عالما استثماريا، كل ذلك صحيح فأنا لا أدعي ذلك ولا أجادل هؤلاء، ولكن سؤالي التالي لمن قد يتبرع بهذا الطرح: طالما أنتم الخبراء والعلماء والمستشارون، فلماذا إذا لم تعالجوا المسألة برمتها؟ هل من الواقع والمنطق أن نهدر سنوات طويلة جداً حتى نصل إلى تقليل خسائر طيران الخليج حتى لو كان للنصف أو الثلثين؟ هل نتحمل استثمار مليارات الدولارات في استثمارات مشكوك في أن تدر أرباحاً أو حتى تكون مضمونة؟ هل نتقبل الخسائر فقط حتى لا نعترف بأننا أخطأنا؟ إلى متى ندفن رؤوسنا في الرمال ولا نتقبل إعادة النظر في كل هذه المغامرة التي بدأت منذ أول يوم شرفت فيه شركة ماكينزي البلاد؟ علماً أنها طُردت من كل مكان حطت فيه رحالها نتيجة سمعتها سيئة الصيت.

أظن أن هناك مسؤولية ملقاة على المسؤولين عن إهدار هذه الأموال ويجب تحملها مع المواطن الذي بدأ يدفع الثمن، فكثير من التضحيات يجب أن تكون متبادلة، ومن هنا وقبل أن نواصل شد الحزام أكثر على المواطن علينا البدء بهذه المشروعات ووقف نزيفها طالما هناك أشخاص يطلون علينا من وقت إلى آخر يدافعون عن هذه الشركات التي لا نعرف كم مليار يتحرك فيها؟ لابد من حد للخسائر، ولابد من نهاية للتجارب، فلا يعقل أن نماطل ونواصل المغامرات دون أن نتوقف ونسأل إلى متى تتحمل الدولة ويتحمل المواطن؟ بينما هناك فرصة قبل فوات الأوان في وقف التجارب المدمرة. 

 

تنويرة:

 كثيراً ما تكون أذكى من رؤسائك ولكنك لا تصدق نفسك. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية