العدد 3085
الأحد 26 مارس 2017
banner
من يتحمل المسؤولية فقط يبقى
الأحد 26 مارس 2017

هل كل منا يتحمل مسؤوليته في البحرين كما يتطلب الوضع المحلي والمرحلة الإقليمية بمتغيراتها السريعة والخطيرة، خصوصا التحولات السياسية والاقتصادية؟ هل الوزراء يتحملون المسؤولية كما يجب؟ هل أعضاء مجلس النواب يعدون نموذجاً لا يرتقى إليه في تحمل المسؤولية؟! هل أعضاء الشورى يعتبرون مضرب المثل في تحمل المسؤولية ولا ينامون الليل ولا ينشغلون بالنهار إلا بحمل المسؤولية الجسيمة التي تتطلبها الفترة الراهنة التي تتغير فيها الخرائط وترسم السياسات بل تتشكل دول داخل دول كما في العراق وسوريا وليبيا، وهي المرة الأولى منذ 1917 التي تشهد فيها المنطقة هذا التقسيم والتفتيت للدول. هناك شيء ما يحوم بتركيزٍ ملاحظ في المنطقة بعد التفكيك والتفتيت الذي خلفه بجسامة فادحة مشروع ما سُمي بالربيع العربي، وما هو إلا ربيع الدم الذي مازال نزيفه مستمراً في بعض الثغور، لكن الأمر بدأ يتوقف كما يبدو واضحاً في ثغورٍ أخرى، كذلك على الحدود التركية السورية مع تزايد العربات التي تحمل العلم الأميركي وراحت تجول بحرية وكثافة متزايدة، باختصار هناك منازلة بين أطراف كانت حتى الأمس غائبة عن المنطقة. 

أعود لسؤالي الأصلي، هل الذين ذكرتهم يتحملون المسؤولية؟ وجوابي لن يكون قاسياً كما يجب، ولا مجاملاً مثلما يظن، جوابي بعضهم يتحمل المسؤولية كبعض الوزراء الذين بكل وضوح أقول لا تغمض عينهم حتى أن بعضهم لم يأخذ إجازة منذ سنوات، لكن بعض الوزراء لو نظرت لخريطة وزاراتهم سترى أنهم لم يتركوا بصمة واحدة من شخصيتهم فيها مكتفين بإشادات الصحف والكتاب للأسف، أما النواب فأقول للمواطن البحريني الذي هو وحده تحمل المسؤولية الفعلية بمشاركته الدولة في حمل الثقل والصبر وتفهم الإجراءات التقشفية أقول بصراحة تامة أتمنى لو نستغني عنهم وما ينطبق على النواب ينطبق على الشورى، واعذروني على هذا الجواب فهو ليس قاسياً كما يجب، لأن من لا يسمع المواطن ماذا يقول، سيظن أنني أجامل.

إن التداعي الذي بدأ يلوح بالأفق في المنطقة يرجح أن قطع الدومينو العربية التي سقطت بدأ تركيبها على الرقعة الآن باتجاه استعادة التوازن الذي فُقد خلال حقبة أوباما الدمر، وتحركت دول المنطقة وخصوصا البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك الإعلام في السعودية والإمارات في هذا الاتجاه والكل بدأ يشعر بذلك بما فيه المواطن العادي إلا هؤلاء المسؤولين والنواب والشوريين الذين لا يكلف بعضهم نفسه حضور الجلسة.

جوابي حان الوقت لإعادة النظر في هذه الرقعة الخاصة بهؤلاء قبل فوات الأوان.

 

تنويرة: شرارة واحدة تحرق بلدا، وحرب طاحنة تنقذ وطنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية