العدد 3071
الأحد 12 مارس 2017
banner
وعد وإيران والمدافعون عنها
الأحد 12 مارس 2017

تعجبت من أحد المنتمين لما يسمى بجمعية وعد وقد خرج علينا مؤخراً على صفحة جريدة محلية مطالباً الدولة بالتراجع عن حل الجمعية وإعطائها فرصة لتصحيح أوضاعها وكأن الجمعية تأخرت في تقديم بياناتها المالية أو أن هناك خطأ في اجتماعاتها، أم هناك خلل في هيكلها لتعطى فرصة لتصحيح أوضاعها، الجمعية يا سيد تآمرت على شعب البحرين ورمت نفسها ليس في حضن الأجنبي فقط بل مهدت له لدخول البحرين وضرب نظامها السياسي، أي بالعربي الجمعية منذ فبراير 2011 أرادت إسقاط النظام وذلك موجود في كل أدبياتها وممارستها، وسؤالي المتفرع لك يا سيد المنطق والعقلانية التالي: هل تقبل ألمانيا إنشاء حزب نازي بعدما رأته في الماضي؟ هل يحق للفاشيين تأسيس حزب سياسي في إيطاليا؟ هل يمكن إنشاء حزب للجيش الجمهوري الأيرلندي السري في بريطانيا يا سيد العارفين؟ واسمع هذا السؤال بوضوح و”فتح مخك” إذا كنت تملك جوابا له وهذا مستحيل عليك: هل يجوز أو من الممكن ولو في خيالك إنشاء حزب عربي سني في إيران التي تدين لها وعد وتخدم أجندتها في البحرين؟

الجواب يا سيد، لو فقط... فقط فكرت مجموعة بمجرد تجمع عربي سني حتى غير سياسي في إيران التي تتبعها وعد لتم تعليق المشانق لهذه المجموعة قبل أن يتم التجمع، فهل بعد ذلك يصبح مقبولاً ويجوز شرعاً ويمكن أن يقبله العقل أن تسمح دولة وهي في منطقة ساخنة وفي وضع إقليمي خطير وضمن بؤرة ملتهبة للإرهاب وضحايا سقطوا واقتصاد دمر وشعب أرعب ونظام هُدد ودماء سالت وفي الأفق حروب قد تقوم بسبب نظام جاهلي في المنطقة وعد أحد ذيوله؟ أَبَعْدَ هذا كله تأتي يا عارف بكل شيء وتطالب بالغفران لوعد ومنحها فرصة العودة؟ بعد كل ما ذكرت هل يُطعن في أمر مطالبة وزارة العدل بحل الجمعية؟ بل هل يُطعن في إجماع الشعب البحريني كله على هذا المطلب؟ لنفكر لحظة فقط، ونفترض أن وعد أعطيت فرصة، فهل سيهبط العقل والحكمة والحنكة بل الولاء للوطن والإخلاص للقيادة عليها فجأة وتصبح مختلفة تماماً عما كانت عليه؟ أم أنها ستلتقط أنفاسها وتبلع مرارة موقفها وانتحارها ثم تحشد نفسها بعد سنوات إذا قدر لها وجود من يدعمها أن تعود لطبيعتها التي نشأت عليها؟ هل ستتغير عقلية من أدارها طوال هذه السنوات؟ 

أنا أقبل بعودة جمعية وعد بشرط، لو سمحت إيران بتأسيس حزب عربي سني سنقبل بالوفاق ووعد وغيرهما من الجيوب الإيرانية؟ كبروا عقولكم.

 

تنويرة: الأصنام وحدها تنكسر أما الإنسان فينحني لا ينكسر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .