العدد 3056
السبت 25 فبراير 2017
banner
إضافـــــــــة هاني اللولو
هاني اللولو
جريمة رانييري
السبت 25 فبراير 2017

وكأنها مكافأة ذلك اللقب "الإعجازي" الذي تحقق بقيادته قبل نحو 8 أشهر.. بماذا يمكن وصف قرار إدارة نادي ليستر سيتي بإقالة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري؟ ومن أي زاوية يمكن النظر للمشهد؟ ولماذا يعد المدرب كبش الفداء الدائم في فشل أي منظومة رياضية؟ 

بات الحال واحدًا، بين مناطق النخبة ودول العالم الثالث كرويًّا؛ لا تختلف طرق العلاج مهما تطورت الإمكانيات وتغيرت العقلية في التشخيص.. الكي هو الحل في نهاية المطاف.  

عاطفيًّا، وقبل ذلك منطقيًّا، لا يمكن قبول القرار وفهمه بأي شكل من الأشكال؛ أما بالنسبة للتوقيت، فبدا الأمر أشبه بفلم سينمائي انتهى دور البطل فيه قبل أن يبدأ. 

إذ يظل أحد السيناريوهات المطروحة -وإن كان من مبدأ الاحتمال-، أن ينقذ "العجوز الإيطالي" الموسم الكارثي، بتجنب الهبوط، وبالتأهل لربع نهائي دوري الأبطال، على أقل تقدير، حينها يمكن القبول بالأمر. 

قلّما يتحد عالم كرة القدم من دون "مصالح بنكية مشتركة".. ومن دون أي مقابل نظير "المساندة والشجب والتعاطف"،  ثمة إجماع في ردود الفعل حول "صدمة مخزية" من شأنها أن تدمّر ما تبقى من احترام لمهنة تجلب الكثير من المال، لكنها تسلب في لحظة "كلاسيكية معتادة" كل القيم الإنسانية التي على أساسها يبنى ويرتفع شأن الرياضة. 

لا يستحق رانييري هذه النهاية البشعة، ببساطة لأنه ليس المسؤول الأوحد لانهيار ليستر.. فكل شيء تغير بتغير المعطيات والثوابت، انطلاقًا من الدافع مرورًا بالمستوى الفني ووصولاً لعقلية عناصر ومؤسسة وجدت نفسها من القاع للقمة بلمح البصر.

لكن ببساطة أكبر؛ يتوجّب تناول وفهم واستيعاب هذا الدرس جيدًا، هنالك ضحية لكل مشكلة، وفي كرة القدم، المدرب "متهم" ما لم يثبت "براءته" بالنتائج.. و"جريمة" رانييري الوحيدة أنه لم يتخذ قرار "الهروب" بعدما "أعدم بوحشية" كبار انجلترا قبل صغارها. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية