العدد 2826
الأحد 10 يوليو 2016
banner
إضافـــــــــة هاني اللولو
هاني اللولو
هاي لايت
الأحد 10 يوليو 2016

 المكان: سان دوني، إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس... الموقع ذاته الذي شهد تفجيرات نوفمبر 2015، والتي خلفت 130 قتيلا في الهجمات الأكثر دموية في تاريخ فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

الزمان: اليوم الأحد، الساعة 9 مساء بتوقيت فرنسا (10 في البحرين)... عندها سيتوقف الحديث عن أي شيء آخر، باستثناء كرة القدم.

الحدث: نهائي بطولة أوروبا 2016، في النسخة رقم 15، بين منتخبي فرنسا والبرتغال.

فرنسا: أبلت بلاء حسنا، لم تقنع بشكل مطلق في مشوارها نحو النهائي، لكنها وصلت بعد النجاح في “اختبار حقيقي واحد”، لعبت أمام ألمانيا كما يجب، وأنهت عقدتها في مباراة كما لو كانت تفاصيلها “أرادت” تلك النتيجة!

البرتغال: وجودها اليوم لا يلقى استحسان الكثيرين، بالنظر إلى الميزان “الجمالي” فهي كانت “ قبيحة”، لم تظهر أي ولاء لتقاليدها وثقافتها، بيد أنها بدت قوية ومتلاحمة وليست قابلة للكسر من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، الذي يجر معه فلسفة “إن لم تفز فلا يجب أن تخسر”... ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار تأهلها حقيقة ليست من قبيل الصدفة.

التاريخ: فرنسا متفوقة دائما على البرتغال... هذه البطولة عرفت “نهاية” لكل عقدة؛ إيطاليا أنهت عقدة إسبانيا، ألمانيا انهت عقدة إيطاليا، وفرنسا نفسها تخلصت من عقدة ألمانيا!

التاريخ يقول أيضا، إن فرنسا تتوج كلما نظمت بطولة كبيرة... حدث ذلك في يورو 1984 ومونديال 1998.

الواقع: تبدو كل الطرق مؤدية نحو لقب فرنسي ثالث، وأي شيء آخر ستكون نتيجته بمثابة صدمة “رياضية وشعبية وسياسية”، وليس ثمة أقسى من خسارة نهائي على الأرض وبين الجماهير.

البرتغال نفسها عرفت هذه المشاعر قبل 12 عاما، عندها أبكت اليونان دموع الملايين، يتقدمهم “الصغير” كريستيانو رونالدو.

الصغير نضج وبات كبيراً أكثر من أي وقت مضى... “إما اليوم وإلا فلا”، توتره طوال مشوار البطولة كان يوحي بالقلق من فشل دولي آخر، سجله مرصع بكل شيء ما عدا “فرحة الشعب”.

اللقب سيكون لقب كريستيانو قبل البرتغال، وبالمثل تماما في حال الفشل!

السطور القادمة من وحي القراءة المسبقة، وأي تعارض أو تشابه للواقع، سيبقي الأمور في خانة كرة القدم، اللعبة التي لا تعرف المنطق أحيانا...!

فرنسا ستهاجم من دون كلل، ستضرب من كل الجبهات، ستتسلح بالشجاعة، ومع ذلك لن تنسى خطوطها الخلفية، ستلجأ إلى التوازن متى ما تطلب الموقف.

ديشان سيستمر بالطريقة ذاتها، لا وقت لمزيد من التجارب... غريزمان يلعب بطولته، لكن يوم التتويج لا يرفض أنصاف الحلول وينادي من هم “خلف الستار”.
- بدم بارد ستلعب البرتغال، “قتل” المباراة وإخماد الأجواء هو السلاح، حتى يحين وقت “الضربة”...

يفترض أن يكون سانتوس قد وصل لبقعة الضوء التي بحث عنها منذ اليوم الأول... سيضحّي بعنصر هجومي لإضافة ورقة دفاعية - في الوسط على الأرجح -، وسيطلق العنان لسانشيز وناني وكريستيانو.

ومجددا، ستفرح فرنسا وستكرس سحر الأرض... وستبكي البرتغال على فرصة ستظل تبحث عنها لسنوات طويلة أخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية