العدد 3029
الأحد 29 يناير 2017
banner
موسم الهجرة مع الخونة وإيران
الأحد 29 يناير 2017

محاولة فك الحصار عن إيران خليجياً تشبه تماماً محاولة فك الحصار عن أتباعها في البحرين، وما أشبه الليلة بالبارحة، فبينما إيران تختنق والحصار يضيق عليها، خصوصا بعد فوز دونالد ترامب وموقفه الصلب من نظام الملالي وخسارة إيران صديقها الدمر أوباما غير المأسوف عليه، بعد كل ذلك رأينا وزير خارجيتها الظريف يستظرف وهو يقترح حواراً مع دول الخليج، واعداً بإصلاح الوضع وكأن نظام الحرس الثوري سيتركه يتحرك في هذه الدائرة، لكن المناورة واضحة والقصد منها عودة إيران للمجتمع الدولي من بوابة دول مجلس التعاون التي لن تنخدع بهذه اللعبة الظريفة حتى لو سوق لها بعض المسؤولين الخليجيين.

والشيء بالشيء يذكر، وكأن أصابع الولي الفقيه نفسها تتحرك إيرانياً وبحرينيا حيث تشهد بعض أروقة الجمعيات السياسية وبعض الوجوه التي تسترزق من الوساطات المشبوهة، تشهد هذه الأروقة محاولات يائسة لإعادة الجمعيات المؤزمة للسطح، وفك الخناق عنها، بعد مواقفها في الدوار، تعامى هؤلاء المسوقون لفك الحصار عن وعد والمنبر التقدمي وما يسمى بالقومي قبل أن يعتذر هؤلاء. إن هذه الزمرة وقفت بالأمس القريب مع إعلان الجمهورية الإسلامية في الدوار ولم تقل شيئاً وقتها ولم تعلن رفضها، ولم تستنكر هذه الجمعيات المؤزمة هذا الإعلان، وحتى اليوم مازالت مواقف هذه الجمعيات وفاقية رغم قبر الوفاق، ومع ذلك يقفز لنا من الصفوف الخلفية من يعقد الندوات واللقاءات في السر والعلن لتصفية آثار هذه الخيانات ويدفع لفك الحصار، وهكذا يبدو الموسم داخلياً وخارجياً وكأنه موسم فك الحصار عن الأعداء، فخليجياً محاولات لمساعدة إيران على العودة للساحة نظيفة، ومحلياً محاولة تلميع الخونة، إذا هو موسم الهجرة نحو النظافة للأعداء.

وإذا أردت الكلام بصراحة أكثر، إيران تواجه اليوم بعد فوز ترامب عزلة خانقة، ومن الخطأ ان يتحرك الإخوة في الكويت لمساعدة إيران في فك هذه العزلة، دعوا ترامب يعالج موضوع إيران وتفرجوا أنتم في الخليج على ما يحدث بدلاً من مساعدة الولي الفقيه على الخروج من أزمته الخانقة، هذا الكلام ينطبق على داخل البحرين، دعوا الجمعيات المؤزمة تختنق؟ وما مصلحة البعض من تيار الفاتح ليخرج عن السرب ويتبرع بفك عزلة من ساند إعلان الجمهورية الإسلامية في الدوار؟ هل نسيتم هذا الإعلان سريعاَ. عيب والله.

 

تنويرة: عند الغوص في أعماق ذاتك، ستكتشف سراً أهملته وأنت تلهو في العلن. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية