العدد 2976
الأربعاء 07 ديسمبر 2016
banner
أعداؤنا يتحدون فلماذا لا نتحد نحن؟
الأربعاء 07 ديسمبر 2016

بادئ ذي بدء، أود الوقوف أمام بعض الشعارات التي تأملتها منذ أن جرى الحديث عن تفعيل التعاون بين دول المجلس في ضوء التحديات التي تواجه القمم الخليجية منذ تأسيسها حتى اليوم، هناك حقيقة ناصعة لا مفر منها هي أن دول مجلس التعاون لم تتعرض لتحديات ومخاطر في تاريخها كما في اللحظة الراهنة، وهذه الحقيقة يجب أن تكون أمام الشعوب والقادة معاً، ولابد من فهم أن العالم تغير والأخطار القادمة المحتملة لن تتحملها دول أوروبية كبرى من دون الوحدة الأوروبية فما بالك بدول مجلس التعاون، المترددون والمتلكئون والمتحفظون على هذا التوجه أذكرهم فقط بالتالي: 

الاتحاد الخليجي: خيار مصيري في مواجهة التحديات المصيرية القادمة التي لم ولن نتوقعها خلال العشرين سنة القادمة، مجلس التعاون هو أمننا واستقرارنا في وحدتنا، فكل قوة ضعيفة ما لم تكن موحدة.

شعوب التعاون إذا لم تتحد قبل فوات الأوان فلن ينفع البكاء لاحقاً، لقد كنا شعباً واحدا ولابد من أن نعود شعباً واحداً، أعداؤنا يتحدون فلماذا لا نتحد نحن؟

مجلس التعاون: قوة إقليمية بدون اتحاد وقوة عالمية بالاتحاد. هذا من جهة ومن جهة أخرى ليسمح لي أن أتحدث بصراحة حتى لو أزعجت البعض، ليست كل دول المجلس متعاونة بنفس الدرجة والمستوى تجاه حقيقة الخطر الإيراني، مع كل تهديد إيراني يبرز تحدي الاتحاد الخليجي وضرورته، ومهما وثقنا وارتحنا لوضعنا الداخلي والخارجي في دول مجلس التعاون فلابد من التذكير بأن هذا الارتياح هو ما يخيف وهو ما يجب التيقظ له، فاليقظة والحذر مطلوبان في كل الأوقات مهما شعرنا بالقوة. إن دول المجلس ليس أمامها الآن سوى شعوبها تتكل عليها وتعتمدها كحليف، بل وقاعدة ارتكاز في الدفاع ليس عن مصالح الدولة وإنما عن كامل تراب المنطقة وقادتها، لا يوجد سند دولي للاعتماد عليه، كون هذا السند له مصالحه الخاصة التي قد تتعارض في وقت من الأوقات مع المصلحة الخليجية فنجد حينها ان هذا السند الدولي تحول الى حربة دولية في الظهر.

إن التحديات والأخطار تتوالى على المنطقة، سواء كانت تمس الأمن أو الغذاء أو الاقتصاديات فإنها في النهاية تعرض المنطقة لخطر جسيم في حال بلغت هذه التحديات ذروتها، إيران وحدها تشكل خطراً قائما مادام نظام الملالي قائما، ملخص الكلام يجب العناية بشعوب المنطقة والاعتماد عليها واعتبارها السند الحقيقي والحليف الاستراتيجي للقيادات في المنطقة، كررنا ذلك مرارا، لا يعني ذلك انه من غير الممكن اتخاذ بعض الدول الكبرى ذات المصلحة المتبادلة كحليف مصالح ولكن ليس لحد الاعتماد عليها في الشأن المصيري، ففي المصلحة المصيرية ليس لنا سوى شعوبنا.

لا يهم إن كان هناك ضغط أميركي أو أوروبي، حتى لو من غضب الطبيعة كما يحدث لبعض الدول لا قدر الله، لن يكون بمقدور أية دولة مواجهة الخطر وحدها فهذا وهم لابد أن يستيقظ من يعيش فيه، الخطوات حتى الآن بطيئة رغم كل ما جرى واتخذ من قرارات، هل هناك ضغط أميركي على بعض دول المنطقة من أجل فرملة المضي في حسم مسألة الاتحاد الخليجي نهائياً؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية