العدد 2969
الأربعاء 30 نوفمبر 2016
banner
متى يخرس النباح الإيراني؟
الأربعاء 30 نوفمبر 2016

هل يعقل أن تتحدى إيران كل الدول العربية وتعبث في سوريا والعراق ولبنان، ثلاث دول عربية تركها العرب – مجتمعين - لقمة سائغة في فم الخروف الإيراني، ثلاث دول غرقت في مستنقع إيران اللاهوتية، وثلاث وعشرون دولة عربية تتفرج، خطاب إيراني مفعم بالاستفزاز والتباهي على لسان قادة هذه الدولة المارقة عن إقامة قواعد عسكرية في سوريا واليمن، ولا يوجد رد عربي على هذه العنجهية سوى كتابات صحافية، فيما الدول العربية مشغولة بمشاكلها وتحدياتها الداخلية رغم أن إيران ذاتها غارقة في بطن الفوضى والفقر والمشاكل الداخلية لكنها تصدر كل هذه المشكلات إلى الخارج لتلهي شعبها عن الالتفات لوضعه المتدهور، فيما العرب لم يفكروا يوماً في استغلال هذه الفوضى للنفاذ للعمق الإيراني. 

ثلاث دول عربية على الأقل تعيث فيها إيران فساداً هي لبنان والعراق وسوريا بينما من المفترض على أرض الواقع أن تكون الدول العربية هي التي تعالج شؤون هذه الدول، لكن التراخي والتمزق واللهو الذي غرق فيه العرب أمور جعلتهم يتفرجون على التحدي الإيراني الذي بلغ مرحلة تصدر فيها الدولة المارقة الفوضى ولا من متصدٍ، وكأن إيران دولة عظمى، في الوقت الذي نتذكر فيه كيف كانت تحسب فيه ألف حساب للعراق إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رحمه الله، أكثر من عشرين دولة عربية لا تستطيع إخراس النباح الإيراني، لا أريد الحط من قدر العرب ولا جلد الذات فقد اكتفينا من هذا الجلد الذي نالنا منه الكثير، ألم يحن الوقت كي نستعيد التوازن المفقود منذ أخرج العراق من الخدمة؟ لقد بالغنا جميعاً في تقدير قوة هذه الدولة الغارقة أصلاً في المشكلات والتي لو وجد من يغذي تلك المشاكل داخلها لعرفت حجمها الطبيعي، وبمجرد أن تنطق باكستان أو تركيا أو إسرائيل يخرس ساسة إيران جميعهم و”يبلعون الموس”، فلماذا إذا لا يستطيع العرب إخراس صوت العمائم كما تفعل باكستان بمجرد تصريح من قائد أو وزير باكستاني؟ لأنهم يدركون حجمهم ويعرفون أن ترسانتهم لن تخدمهم مع دولة مثل باكستان، فما بالك بإسرائيل أو حتى تركيا يحسبون لها حساباً، ليس لأن العرب ليسوا أقويا لو اجتمعوا، وليس لأن العرب لا يملكون السلاح والكفاءة، فتكفي قوتان فقط أو ثلاث لو اجتمعت، كالمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، لأدركت أن لسانها قد قطع عن تصريح كذاك الذي تحدثت فيه عن إقامة قواعد في سوريا واليمن، إنها تدرك أن الصوت العربي ممزق ومنقسم ومنشغل، ولهذا غزت لبنان وسوريا والعراق، فأصبحنا أمام مفارقة هي خضوع قوتين عربيتين قويتين كسوريا والعراق لتصبحا مستعمرتين إيرانيتين. هذه هي “المسخرة التاريخية” التي أصبحت فيها إيران خيالاً يتحدى العالم، فمن جهة تظهر في صورة الدولة التي تتحدى أميركا ثم نكتشف أنها من وراء الستار ذيل لأميركا، نراها تتحدى دول مجلس التعاون وتفرض سيطرتها على اليمن، بل تغزوها بترسانة أسلحة، ثم نتفاجأ برد خليجي مزلزل في اليمن، فلا تملك إيران سوى الصراخ والتهديد، إذا لماذا لا يرتفع الصوت العربي كلما نبحت إيران؟.

تنويرة:

 الزمن يرتفع سعره معنا كلما تقدمنا  في السن، حتى أننا نعجز لو دفعنا المليارات عن شراء ساعة واحدة للوراء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية