العدد 2799
الإثنين 13 يونيو 2016
banner
العروبة تنتصر في آخر المطاف
الإثنين 13 يونيو 2016

يعرف الجميع أن الأمة لن تتجاوز أزمتها الحالية ولن تعبر الطريق إلا إذا انتفت الأفكار التفريقية المهيمنة عليها في الوقت الراهن ونبذت الطوائف التجزيئية التي تمكنت منها بسهولة غير مفهومة عند البعض وواضحة عند البعض الآخر، المهم أنه لابد من ابتعاد الأمة عن تلك الأفكار التي غرست البغض والأحقاد في انفس المنتمين لهذه الأمة وجعلتهم يتقاتلون مع بعضهم بدلا من مقاتلتهم أعداء امتنا العربية الإسلامية.
لو عادت مكونات الأمة لعروبتها وتمسكت بها وأقصت من أعمل معاوله في هذه العروبة لعقود طويلة من الزمن ممن كان يراها فكرا عنصريا متجاهلا عنصريته التي هو عليها وبالذات التيارات التي ترفع شعار الدين والدين براء مما يقولون أو يدعون، ولكنهم لم يجدوا غير العروبة ساحة لمعاركهم ثم اتجهوا لمقاتلة بعضهم البعض وكل ما يصادفهم، لو أقصت الأمة ممثلة في شعبها هذه التيارات والأفكار لعادت إلى ما يريده الشعب العربي من استقرار وأمن وبداية لطريق التحرر والتقدم.
نحن بحاجة إلى صوت قومي حقيقي بعيد عن الصراع الطائفي المذهبي الذي كسا أمتنا ردحا من الزمن ومزقها وفتح أبوابها على مصاريعها للتدخل الأجنبي الذي هيمن على كل شيء ووجد من تلك الأصوات الطائفية المذهبية عونا له على تدمير هذه الأمة، صوت بتحدث باسم أمته وليس طائفته أو حزبه أو مذهبه، فغياب أو تغييب هذا الصوت طوال السنوات الماضية أضعف ممانعة الأمة الغزو الأجنبي، بل ساهم ذلك الغياب في دعم تلك التدخلات والغزوات التي عاشتها أمتنا ومازالت تعيشها وتعاني منها، ومن يبحث في الوضع في العراق فقط كجزء من هذه الأمة، لو بحثنا بعمق في كل ما حدث في العراق منذ العام 2003 فقط ولن نقول منذ العام 1991، لهالنا ما حدث في هذا الركن المهم والحيوي من أمتنا العربية ولفهمنا كيف ساهم الفكر التفريقي الطائفي الذي هيمن على العراق وتحالف مع الشيطان الغربي، كيف ساهم في تدمير كل ما هو حيوي ومهم في العراق، ولعرفنا كيف حارب هذا التحالف كل فكرة مستقبلية في العراق، بل وصل الأمر إلى البذور التي تزرع تحت الأرض ليتحكموا فيها.
لذلك يثبت كل يوم ومع كل حدث أن العروبة والفكر العروبي هو طوق النجاة الذي يمكن أن يحتضن كل ما تحويه هذه الأمة في أحشائها، وهو الطوق الذي تتمسك به في مواجهة العواصف التي يصطنعها أعداء أمتنا العربية، وهو حائط الصد الذي تحطمت أمامه كل التيارات التفريقية والتجزيئية التي حاولت التسلل إلى جسد الأمة لسنوات طويلة، لذلك تكون الدعوة لعلو هذا الصوت والعودة الحميدة إليه ليس من بابا الترف الفكري، وإنما هي حاجة ملحة وضرورة اجتماعية، وهي من أجل الأمة كأمة وليس كأطراف متفرقة لا حول لها ولا قوة.
عندما كان الصوت العروبي هو الصوت العالي لم نر صراعات تفريقية كما هو الحال اليوم، ولم نسمع عن مطالبات بعض الأقليات بإنشاء كيان خاص بهم، فقط سمعنا عن دعوة قام بها مصطفى البرزاني منذ الستينات وهي دعوة كانت مدفوعة من الكيان الصهيوني الذي كان على علاقة قوية مع البرزاني الأب حينها والذي فتح بعض شمال العراق لذلك الكيان، أما غير ذلك فلم تكن هناك دعوات تفريقية لأن الفكرة العروبية السليمة كانت تظلل كل مكونات الأمة وأقلياتها.
عندما كان الوصت العروبي عاليا كان الشعب العربي متوحدا من غربه إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه وكانت مواقفه واحدة رغم وسائل التواصل المتخلفة حينها، اما اليوم وبعد أن تفشت في جسد الشعب تلك التيارات التمزيقية الرافعة لراية الدين تمزق الشعب الواحد ومال كل إلى جهة، لذلك نقول بعودة الصوت العروبي القومي الموحد الباني... والله أعلم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .