تزايد الاهتمام بمكافحة المنشطات في المجال الرياضي بمختلف دول العالم، وأصبح في كل دولة لجنة أو منظمة مختصة بمكافحة هذه الآفة، وتعقد الدول عشرات المؤتمرات والندوات وورش العمل الرامية للتوعية بأضرارها ومخاطرها وطرق الوقاية منها والكشف عن المواد الجديدة المحظورة سنويًّا.
مملكة البحرين واحدة من تلك الدول التي صادقت على الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة المرافق للمرسوم الملكي رقم 83 لسنة 2007 والهادفة إلى اعتماد تدابير ملائمة على المستويين الوطني والدولي لتشجيع كافة أشكال التعاون الرامية إلى حماية اللاعبين وأخلاقيات الرياضة، وتبادل نتائج البحوث في مجال مكافحة المنشطات والتعاون بين أطراف الاتفاقية في هذا المجال لاسيما مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الـ (WADA).
ما المنشطات؟
هي مواد على شكل حقن أو حبوب أو علاجات موضعية يتم تعاطيها لتحسين الأداء الرياضي مثل زيادة حجم العضلات وقوتها وزيادة قدرة التحمل، وتجذب هذه الأدوية الرياضيين لأنها تساعدهم على التعافي من المجهود البدني الشاق بسرعة أكبر وإتاحة الفرصة أمامهم لتقديم أداء عال بمخزون لياقي كبير دون الإفراط في المجهود، وتعتبر تلك المواد غير قانونية، لأنها تحمل مخاطر صحية كبيرة على الجسم قد تصل بصاحبه إلى الموت، والعديد من المخاطر الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها، كما أنها تتنافى مع قواعد التنافس الرياضي الشريف.
ولأن مملكة البحرين قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، فإنني أدعو لتكثيف حملات الفحص العشوائي على اللاعبين بمختلف الألعاب الرياضية، للتأكد من عدم تورطهم بتعاطي المنشطات المحظورة سواء بقصد أو من دون قصد عبر تناول الأدوية العلاجية التي تحتوي على مواد منشطة.
على مستوى الكرة الطائرة على سبيل المثال، هناك لاعبون أجانب محترفون وصلوا إلى مراحل متقدمة من العمر يقدمون مستويات "غير طبيعية" مقارنة بأعمارهم تبعث على الشك والريبة وتدفعنا لمطالبة لجنة مكافحة المنشطات بعمل اختبارات عشوائية لمحاربة تلك الآفة، فالمتابع لأداء هؤلاء سيلاحظ حجم الأداء العالي لبعض المحترفين وما يتميزون به من قدرات بدنية ولياقية وقوة وحيوية غير طبيعية، وهو ما يستوجب فحصهم والتأكد من عدم وقوعهم في المحظور، والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لم تم اكتشاف لاعب متورط بتعاطي المنشطات.. هل ستتم معاقبته بالإيقاف فقط؟ أم ستلغى نتائج فريقه.. خصوصًا إذا كان الفريق توّج ببطولة ما؟ وهل يوجد قانون في لوائح اتحاد الكرة الطائرة يحاسب اللاعب والنادي المتستر عليه؟، علمًا بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
هي دعوة موجّهة للجنة مكافحة المنشطات والاتحاد البحريني للكرة الطائرة وباقي الاتحادات الرياضية لتفعيل عملية ضبط العينات وإجراء الاختبارات الدورية العشوائية في ملاعبنا، لا سيما وأن تكلفة فتح العينات أصبحت أقل من السابق بعدما قامت دولة قطر بافتتاح مختبر دولي لمكافحة المنشطات مؤخرًا، ويجب أن تكون هناك إرادة حقيقية من جميع الجهات الرياضية تكون وسائل الإعلام طرفًا فيها لمكافحة المنشطات عبر التوعية والتثقيف للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.