العدد 2514
الأربعاء 02 سبتمبر 2015
banner
ما يجري اليوم أخطر من 14 فبراير أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 02 سبتمبر 2015

نعم ما يجري اليوم أخطر مما جرى في 2011، على الأقل حينذاك عرفنا المؤامرة وتم قبرها، لكننا اليوم أمام حرب متصاعدة امتدت لاستشهاد رجال الأمن في دورة مستمرة، وتفجيرات امتدت للمناطق الآمنة في المحرق تعلن بذلك عن تحديها بتوسيع قاعدة الإرهاب حتى تتم الاستجابة للأمر الواقع الذي تقرره إيران ورغم ذلك لا أجد سوى اسطوانة مكررة من التنديد والاستنكار وهو مطلوب لمعرفة من معك ومن ضدك ولكن في حالات توسع الإرهاب وتحوله لروتين يومي يصبح التنديد والاستنكار مضيعة للوقت، حتى مجلس التعاون الذي لا نشك في وقوفه مع بعضه البعض لم يرتق بعد لمستوى التحدي الذي يواجه دوله وشعوبه، فمستوى الأخطار وحجم التحدي لا يبدو أن المسؤولين أو بعضهم يأخذ تلك التحديات بما تشكله من بداية للانفجار التالي ولهذا لا نرى سوى الكلام المرسل، ولا نرى الأفعال وبقدر الكلام نفتقد الأفعال، لنكن صريحين، الخطر كبير والمواجهة معه لا ترتقي لحجم الخطر.
هناك من يراقب اليوم بعض التصرفات والأعمال التي تقوم بها بعض الأجهزة في الدولة، هذه الأجهزة والإدارات والمؤسسات والمسؤولون فيها للأسف لم يكونوا في البحرين أثناء المحنة أو على الأقل كانوا هنا ولم يكونوا، والدليل لم يتعلموا ولو حرفاً أو نفساً من الأزمة وإلا لما ساروا اليوم على نفس النهج من السلبية وردود الأفعال لما يجري على الساحة، لقد كنا خلال الأزمة نتحدث بصراحة وأرجو ان نتقبل بعد الأزمة الحديث بصراحة حتى لو كانت تجرح أو تضايق فأنتم تتفقون معي أنه ليس لنا خيار غير هذا البلد وهذه القيادة وليس لينا خيار غير الاستقرار والأمن والخير لكل أبناء هذا الوطن، فلماذا الخوف والتورية واللف والدوران، فيما البلد تتعرض لأخطار، ومستقبل البلد فوق كل اعتبار ومن لم يفهم ما مررنا به ومن لم يتذوق طعم المرارة والألم والفزع والخوف فإنه بلا ضمير وبلا وطنية، فما جرى لا ينسى ولا يغتفر ولا يسامح عنه، هذا ما قلناه وهذا ما اتفقنا عليه فما الذي جرى اليوم حتى ننسى بسرعة؟ بل بعضنا كاد يمحي كل ما جرى من ذاكرته ويعود الى روتين الحياة السابق بما فيه من التوكل والسلبية والغط في النوم.
أستغرب الكم الهائل من المسؤولين والمستشارين الذين لا شغل لهم سوى استقبال فلان وعلان من الناس والتصوير معه ونشر صوره في الجرائد اليومية، ماذا يفعل هذا المسؤول أو ذاك غير ذلك، لا شيء فهو مستشار.
ما يحزنني اليوم ويحزن كل بحريني مخلص غيور هو عودة مسلسل الاستفزاز وعودة الأعمال التي تريد اختبار هيبة الدولة التي فرضتها ابان مرحلة حالة السلامة الوطنية فهل سيضربنا الخمول والكسل ونتفرج مرة أخرى على ما يجري ثم نتحرك في الساعات الأخيرة؟
هل نترك الحبل حتى العودة لساعة الحسم الأخيرة وبعدها سنتدخل بعد أن يتعب المواطن وتمزقه مشاعر القلق والتوتر؟
من الذي يجيب على هذه الأسئلة ونحن نرى اليوم عودة التصعيد الإرهابي واستشهاد رجال الأمن والاستفزاز بل ويمتد الى مناطقنا التي تمثل معقل الوطنية كالمحرق التي لن تتهاون في حفظ الأمن والاستقرار والتي أثبتت خلال الأزمة الماضية أنها حصن البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية