العدد 2486
الأربعاء 05 أغسطس 2015
banner
الأسود والحملان والاتحاد المؤجل أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 05 أغسطس 2015

أكد نبيل رجب، توافقه مع كبار المسؤولين في وزارة الداخلية، من أجل عقد المزيد من اللقاءات، مبيناً أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد منها.
ومن منزله في بني جمرة، قال رجب في حوار مطول مع “الوسط”، إن اللقاءات تستهدف تعزيز العلاقة التي تأتي بعد مرحلة خصام، والتي تستهدف بدورها تحسين أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، لافتاً في الوقت ذاته إلى حصوله على دعم من قبل المؤسسات الدولية في ذلك.
وخلال الحوار، تطرق رجب، إلى جملة موضوعات، تصدرها تأكيده اللافت إلى الحاجة لتوافق داخلي، معتبراً أن تواجد الأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان داخل السجن مع بقية الرموز سيسهل المهمة.
وفي حديث بدا متفائلاً، قال رجب: “تشير استنتاجاتي، التي استقيتها من خلال لقاءاتي مع مسؤولي وزارة الداخلية في السجن، إلى وجود رغبة وقناعة لدى الجانب الرسمي بضرورة الخروج من مستنقع الأزمة، مجدداً في هذا الصدد توقعاته بالإفراج عن بعض السجناء في الفترة المقبلة”.
ماذا يجري؟ “دلونا! فهمونا! علمونا!” هذا الكلام صحيح أم تخرصات رجبية واهمة؟ في الوقت الذي يسقط فيه شهداؤنا من رجال أمننا البواسل وتفجر العبوات الشديدة الانفجار وتستخدم أسلحة الكلاشنكوف ونطالب الدولة بقبضة حديدية يخرج هذا الكلام السهل الذي يتحدث عن إفراجات!!
لن أعلق حتى لا أصاب بالمرارة ولكن سأترك الكلام للمسؤولين الذين تحدث عنهم رجب وأعود لقصتي التي يجب أن نستقي منها الدروس: “رأيت أسوداً في الميدان تقودها حملان!”.
هنا تكمن حكمة العبارة ومصداقيتها وانطباقها على الكثير من الأوضاع في الوقت الحاضر وليس فحسب في ميدان الحرب ولكن في الحياة العامة وفي السياسة والعلاقات العامة وكل مرافق الحياة، فحينما تقود الحملان الأسود فلابد أن هناك خللا في التوازن الطبيعي للحياة ولابد من خطأ جسيم يستوجب التعديل لسلامة الحياة وانتظام قوانين الصراع والتطور، فما لا يواكب قوانين التطور الطبيعي، وما يتم فرضه بالمزاج والقرار الخاطئ وعدم العودة عن الخطأ كل ذلك يدفع الى إحداث خلل في نظام الحياة والنظام العام. 
ماذا يحدث إن اختل النظام العام في الحياة؟
في تايلند لم تقف الدول الآسيوية المحيطة بها موقف المتفرج أو الداعم للفوضى بل ساندت تايلند في خطواتها وأسلوبها في القضاء على الفوضى واستعاد الجيش التايلندي السيطرة على البلاد واستسلم قادة حرب الشوارع والتدمير والحرق مما يسمى بأصحاب القمصان الحمراء للجيش بعد أيام من المواجهات وبذلك أنهت الحكومة هناك الفوضى بقبضة قوية ولم تستمع الى أصوات الشكوك والتردد ولو فعلت ذلك لضاعت البلاد التي اعتمدت في اقتصادها على السياحة بالدرجة الأولى، وخسرت تايلند خلال تلك الفترة اقتصادها وكان بالإمكان ان تصبح في مهب الريح لولا تدخل الجيش واستخدام الحكومة قبضتها وهيبتها التي أنقذت البلاد من الخراب.
هذه الدروس تقودنا اليوم لأمرين لا ثالث لهما، وهو الاعتماد على أنفسنا بالدرجة الأولى وهذا يعني قبضة الدولة القوية ومعها شعبها أي البحرين كما ظهرت في الماضي البعيد والقريب، والأمر الآخر، ما من بديل للبحرين وأشقائها في دول مجلس التعاون من الوحدة في مواجهة الإرهاب والفوضى لأن المستهدف ليس البحرين فحسب بل كل دول وشعوب المنطقة وكررنا ذلك وحذرنا منه، وكان خادم الحرمين الراحل رحمة الله عليه، الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد وضع الاستراتيجية جاهزة فماذا ننتظر؟ أن تصبح دولنا كالعراق واليمن حتى نفيق؟
قبل يومين أعلن في دولة الإمارات كشف محاولة لإقامة دولة الخلافة، يا الله خذوا كيف تتعرض المنطقة برمتها للمشاريع التدميرية، من أين لنا بعد ذلك أن نكتفي بالإدانات وبرقيات الاستنكار والتضامن والعرائض وطلب الولاء ممن ليس لديه ولاء؟
أقول لكم في المدرسة يعلموك الدرس ثم يختبروك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية