العدد 2479
الأربعاء 29 يوليو 2015
banner
من أقسم وخان لا ينفع معه الولاء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 29 يوليو 2015

“في داخل كل منا أسد رابض... المسألة فقط أن نوقظه”، قراءة ماضي الرجال واستلهام النتائج العظيمة منه، هذا ما نحتاجه في هذه المرحلة من عمر البحرين، لماذا؟
لقد عبرت البحرين خلال تاريخها الحديث منذ القرن الماضي صعابا لم تمر بها دول قوية تفوقها إمكانيات وذلك بفضل صلابة أهلها وقوة إرادة شعبها وحزم قادتها، ومن عاش أزمات البحرين في الماضي وخبر جسارة رموزها من الرجال عند الشدائد يدرك أن ما نمر به اليوم لا يوازي ما مررنا به في الماضي حينما كان مصير البحرين على المحك دائماً، وسأحدثكم اليوم بصراحة تامة، اكتفينا من عبارات الولاء وجمل الاستنكارات وإن جاءت فلا مانع ولكن ما الذي نحن بحاجة إليه؟
خط واضح واستراتيجية محددة وقرار حاسم في ضوء هذه الاستراتيجية للتعامل مع الأحداث ليس كرد فعل، نحن لا نتحرك إلا إذا لدغتنا الحية، ولا نفزع إلا إذا جاء الخطر، ولا نتحرك إلا إذا صرح مسؤول ايراني أو فجرت عبوة ناسفة أو استشهد رجل أمن أو تحرك الطابور الخامس، وأراهنكم بأن هذه الفزعة اليوم ستنتهي مثل غيرها وسننتظر إلى أن يأتي فعل آخر وعلى ضوئه سنتحرك.
منذ متى ونحن نعرف هدف إيران؟ ومنذ متى ونحن نعرف عملاء إيران في الداخل؟ ومنذ متى ونحن نتوقع من هؤلاء الشر؟ في كل لحظة وفي كل دقيقة وفي كل يوم وشهر وسنة يفتحون الأبواب ويطلقون موجات الشر علينا ونحن لا نطلب سوى عبارات الولاء والاستنكار، بذمتكم هل شعب البحرين الأصيل الذي خرج في 2011 بحاجة لإثبات ولائه للدولة والقيادة؟ إنه مستعد لأن يفدي البحرين بأرواحه ومن دون عبارة واحدة للولاء، أما إذا كان المقصود بالولاء الخونة فإنهم سوف يقسمون على القرآن بأن ولاءهم للبحرين وسيخونون القسم وفعلوا في مجلس النواب والشورى من قبل وأقسموا على المصاحف وباعوا الوطن، فلا تتعبوا أنفسكم في طلب الولاء بل في وجود استراتيجية الفعل وليس رد الفعل الآني مثل كل مرة.
لا ينسى الجرح من لا يزال جرحه ينزف، ولا ينسى الضرب من مازالت به آثار الضرب، ولا ينسى الخيانة إلا من كانت روحه تغرق في الخيانة، فأرجوكم لا تزايدوا ولا تتظاهروا بالبراءة ولا تصوروا الأمر سحابة صيف وعفا الله عما سلف.
لا تقنعوني بوجود هدف سام من هذا التحرك أو ذاك ولا توهموني بوجود نية طيبة من هذه المبادرة أو تلك، كلها ضحك على الذقون وألعاب مكشوفة لتبييض صفحة الخيانة ومنحها فرصة تنظيف صفحتها، وإليكم مثال من الواقع اليومي للحراك السياسي في البلاد وأخبروني بعده على ماذا يدل ذلك؟
لا أستبعد أن تستنكر الوفاق أو أتباعها والمتعاطفون معها تحت الضغط التدخل الإيراني ولكن لو فعلت ذلك هل ستتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل، وهل نستقبلها ونفتح لها الأبواب ثم نبدأ معها جولة جديدة من الثقة، والله لو أطبقت السماء على الأرض فإنها ستظل عدوة لهذا الوطن هي وأتباعها فلماذا نبحث لهم عن فسحة أو ثغرة ننقذهم بها حينما نطلب منهم إثبات الولاء؟ ثم من قال إن ولاءهم مزدوج؟ أقسم مرة أخرى، ولاؤهم الكامل لإيران.
الاستهداف المتكرر للبحرين يعود لطيبة أهلها وعفويتهم وتسامحهم وأحياناً لسذاجتهم لأنهم بعد كل مؤامرة أو محاولة تستهدفهم سرعان ما يعودوا ويتحدثوا عن الولاء والمصالحة وكأن الأمر لعبة صبيانية إن نجحت المؤامرة كان بها وإن فشلت نمد يد المصالحة.
ألهذه الدرجة وصلت السذاجة بنا؟ ماذا لو نجحت المحاولة الانقلابية؟ هل سيكون هناك وقت لولاء أو مصالحة؟ أقول لكم بدل الوقت الضائع ضعوا أو اخترعوا أو حددوا هدفا واستراتيجية واضحة للدفاع عن البحرين في مقدمة أولوياتها نزع الخونة من المراكز الحساسة وإلا عادوا وعلقوا لكم المشانق من جديد، ليس الوقت وقت اللهو أو ردود الأفعال كما يحدث الآن، فزعة وستنقضي، بل كونوا لكم فكرة واضحة عن كيفية الدفاع عن البحرين، وحفظكم الله من كل شر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .