+A
A-

السفير الصيني ل “البلاد”: 100 مليون دولار استثمارات صينية في البحرين العام المقبل

البلاد - أعدّه للنشر: رجاء مرهون
كشف السفير الصيني في البحرين تشي تشنهونغ عن خطط لضخ قرابة 100 مليون دولار في مشاريع استثمارية صينية في البحرين العام المقبل.
وقال في لقاء مع عدد من أسرة تحرير “البلاد” بمقر الصحيفة: أن 1465 فيزا من فئة رجال الأعمال منحت لبحرينيين لزيارة هونغ كونغ.
ولفت السفير تشنهونغ إلى وجود قرابة 500 طالب بحريني يدرسون الطب في المدن الواقعة في جنوب شرق الصين تحديدًا في مقاطعة “تشيجيانغ”، مؤكدًا أن العدد في تزايد.
وأماط السفير اللثام عن وجود محادثات وتحركات حثيثة لإيجاد نوع من تأشيرات الدخول المجانية “الفيزا” للبحرينيين من حملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة.
وعلى مستوى الإقليم، عبّر السفير الصيني عن تفاؤله بمستقبل الشرق الأوسط، وأن ما يحدث من تصاعدٍ للعنف والفوضى ليس إلا واقعاً مؤقتاً.
وأردف: الناس هنا أذكياء ويتميزون بالحكمة، والموارد الطبيعية متوافرة أيضًا، مما يدعونا للإيمان بإمكانية تغيير الحال.
وبالنسبة للنزاع السوري، قال: يجب على جميع الأطراف المعنية في الحكومة والمعارضة الجلوس على طاولة تجمعهم؛ من أجل إيجاد حل سياسي.
وقال: التاريخ يظهر أن الحل السياسي فقط هو الممكن والعملي، وأرى بضرورة أن تتحرك الدول الكبرى في المنطقة كالمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإيران أيضًا لتلعب دوراً في الحل. وأكد السفير الصيني أن بقاء هذه المنطقة هادئة ومستقرة من مصلحتنا جميعاً.
وبلوغ هذا الهدف يتطلب جهوداً على مستوى القوى الدولية، وفيما يلي نص اللقاء:-


العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وتتميز بفعاليتها وحيويتها المستمرة، ومتشعبة لتطول العديد من الأمور والقضايا.. دعنا نتحدث في بدايةً لقائنا عن الجوانب السياسية والدبلوماسية، ولطالما دعمت الصين الإجراءات التي اتخذتها البحرين لمحاربة الإرهاب وبسط الأمن على أراضيها، غير أن واقع ومدى خطورة الإرهابيين قد تطور، إلى أي مدى تغير الموقف الصيني؟
الإرهاب أضحى تحدياً مشتركاً يواجه الإنسانية أجمع، والحكومة الصينية تؤمن بأهمية تضافر الجهود لمحاربة هذه الظاهرة العالمية، واجتثاثها من الجذور ومعالجة الأسباب المؤدية إليها، ونحن بدورنا نعارض جميع أشكال الإرهاب.

النخب الرسمية
تجمعنا علاقات وأواصر ثقافية واقتصادية متينة ووثيقة.. في تقديركم، ما المطلوب لأخذ هذه العلاقات نحو آفاق أرحب ومسارات أكثر فعالية؟
لدينا علاقات جيدة تجمع البلدين كما تحدثنا، ويقع على عاتق حكومتي المملكة وجمهورية الصين مسؤولية إعطاء هذه الروابط والصلات المزيد من الدفع والزخم؛ لتحريكها نحو الأفضل لخدمة مصالح شعوبنا.
وبالنسبة للتعاون الثقافي والاقتصادي، فإن تقوية هذا الجانب لا تقتصر على الحكومات فقط، وإنما النخب الناشطة بين البحرينيين والصينيين.
ويقع على المؤسسات الرسمية مهمة تسهيل وتيسير التواصل البناء.

الجوازات الدبلوماسية
هل من خطوات جديدة في هذا الإطار؟
أجل، هنالك محادثات وتحركات حثيثة لإيجاد نوع من تأشيرات الدخول المجانية “الفيزا” للبحرينيين من حملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة.

هل ستشمل هذه الخطوات رجال الأعمال أيضًا؟
حاليًا، نحن نتحرك لإتمام هذه الخطوة لمن يحملون جوازات خاصة، وقد تطول فئات أخرى مستقبلاً.
أعتقد أن توسيعها لتمنح لرجال الأعمال قد يساهم في تكثيف التحركات والزيارات ذات الأغراض التجارية، وسيؤدي إلى تحريك النشاط الاقتصادي لبلدينا قطعاً، إن من الجيد وجود جهود تبذل في الاتجاه الصحيح.

دائرة الفوضى
إن الفوضى أصبحت تعم منطقة الشرق الأوسط، هل لك أن توضّح رؤية الحكومة الصينية لما يحدث، ولكيفية جعل هذه المنطقة أكثر استقرارًا في المستقبل؟
بنظرة تاريخية للأمور، أعتقد أن ما يحدث في هذه المنطقة من العالم هو واقع مؤقت.. إن التاريخ يظهر أن الدول تعيش بعصور ازدهار ونماء، وتمر أيضًا بظروف عصيبة، وهذه دورة طبيعية، فالأهم الآن أن نُخرج المنطقة من دائرة الفوضى، وجهود المجتمع الدولي يجب أن تتضافر لمحاربة الفوضى.. ما هي أسباب الفوضى؟ ومن هم المتسببون؟

تفاؤل وفوضى
من هم المتسببون في تقديرك؟
قبل حرب العراق، كان الواقع في هذه المنطقة من العالم هادئا عموما، إلا أن الأمور تغيرت تماماً، إن سوريا اليوم مقسمة إلى أجزاء، وأما ليبيا والعراق فأصبحتا كل دولة مقسمة لـ 3 أجزاء.. إلا أني أعتقد أن المستقبل سيكون مختلفاً.
تنظرون إلى الواقــع بتفــاؤل؟
أجل، فالناس هنا أذكياء ويتميزون بالحكمة، والموارد الطبيعية متوافرة أيضاً، مما يدعونا لنؤمن بإمكانية تغيير الحال.
لننظر إلى مناطق النزاع كسوريا مثلاً، هنالك حكومة ومعارضة، ويجب على جميع الأطراف المعنية الجلوس على طاولة تجمعهم؛ من أجل إيجاد حل سياسي.
التاريخ يظهر أن الحل السياسي فقط هو الممكن والعملي، وأرى بضرورة أن تتحرك الدول الكبرى في المنطقة كالمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإيران أيضا لتلعب دوراً في الحل.

القوى الدولية
لدينا مشاكل مع إيران وتدخلاتها في بلدنا.. ما هي كيفية التعاطي مع هذا الجار؟
إن بقاء هذه المنطقة هادئة ومستقرة من مصلحتنا جميعاً، وبلوغ هذا الهدف يتطلب جهوداً على مستوى القوى الدولية.

نحن هنا نحتاج الدور الصيني لإيجاد المزيد من التوازن، وترتبط الصين مع الشعوب العربية بماضٍ طويل وجميل، والذي لم يَشبه أي مشاكل أو سوء تفاهم، ولذا فإننا نتطلع دائمًا إلى الدور الصيني الإيجابي لخلق توازن بين القطبين الدوليين.
أعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي والصين يجب أن يوقعوا اتفاقًا للتجارة الحرة في أقرب وقتٍ ممكن.
لقد تحدثنا عنه لقرابة 3 سنوات، إن اتخاذ هذه الخطوة الآن لا يعد إنجازا اقتصاديا فقط، بل خطوة إستراتيجية سياسية وأمنية مهمة، وسنرسل إشارة قوية للعالم أجمع.
إن الجمهورية الصينية تستورد كمية كبيرة من النفط من منطقة الشرق الأوسط، إلا أن أسعار النفط انخفضت، وقد تستمر العملية لأكثر من 4 سنوات، وهذه الحقائق تدفعنا لإيجاد واقع جديد للتعاطي معها.

علوم الصين
إن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي بالصين، أليس كذلك؟
إن المعلومات تشير إلى نمو اقتصادي نسبته 7 % لهذا العام، وإجمالي الناتج المحلي الإجمالي يقارب 10 تريليون دولار، ولذا فإيجاد نمو بمقدار 1 % يعد أمراً كبيراً.

هنالك بحرينيون مقيمون في الصين.. هل هم طلبة فقط؟ كم عددهم؟ أين يقيمون تحديدًا؟
أجل، إن معظمهم طلبة.. ولدينا قرابة 500 طالبة بحريني يدرسون الطب في المدن الواقعة في جنوب الشرق وهم في تزايد.

فيزا وصفقات
وماذا بالنسبة للزوار؟ كم عدد البحرينيين الذين زاروا الصين مؤخرًا؟
تشير الأرقام إلى منح نحو 1465 فيزا من فئة رجال الأعمال البحرينيين لزيارة الصين في العام الماضي، وإذا ما نظرنا إلى التأشيرات السياحية فهي أقل، وبعض البحرينيين لا يملكون دعوات رسمية من شركات ومؤسسات تجارية للقدوم للصين، وعليه يعمدون إلى طلب تأشيرات سياحية، إلا أن الغرض الحقيقي منها هو إجراء عمليات وصفقات تجارية.
في المقابل، نحن نشجع الصينيين الآن للقدوم للبحرين؛ من أجل أغراض السياحة، والعدد في تزايد.

2000 صيني
هل عدد الزائرين إلى البحرين في ارتفاع؟
نعم، ولمدينة التنين التي يجري افتتاحها في المستقبل القريب دور في هذه الجزئية، فهي تفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتواصل.

إن الخطوات المتسارعة والتصريحات الرسمية تشير إلى افتتاح مدينة التنين في ديار المحرق خلال الشهر المقبل، كيف ترون وتقيمون هذه الخطوة؟
إن معلوماتنا تظهر أن قرابة 2000 تأشيرة منحت للصينيين في إطار الاستعدادات والتحضيرات لإقامة وافتتاح هذا المشروع المهم، والذي يعد قناة جديدة لخلق صداقات مع البحرينيين ومجالات للتعاون والشراكة.

جودة ومنافسة
إن البضائع والمنتجات الصينية تتميز بجودتها وأسعارها المعقولة، وتوسع الخيارات أمام أصدقائنا البحرينيين، وترفع المنافسة التي تصب في صالح المستهلك المحلي هنا.

إن نظرة على الميزان التجاري بين البلدين سيظهر وجود قفزات في نموه، فقبل عامين مثلا.. بلغ الميزان قرابة 1.5 مليار دولار العام 2013، وأما اليوم فهو قرابة ملياري دولار.. التقديرات تشير إلى أننا نتحمل الجزء الأكبر من جانب الاستيراد، هل نصدّر إليكم أي منتجات؟
إن هذه الأرقام تعد بسيطة إذا ما قورنت بإجمالي الميزان التجاري الصيني الذي يعد كبيراً على المستوى الدولي.. إن الميزان يشير بالفائض لصالح الصين وإن ما ذكرتموه صحيح.
غير أننا نشجع المستثمرين الصينيين الآن على القدوم لوضع رؤوس أموالهم في مملكة البحرين.

ملايين استثمارية
هل من مشروعات قريبة؟
حسب علمي أن قرابة 100 مليون دولار ستضخ في مشاريع استثمارية في البحرين العام المقبل.

أنشئ مركز لتعليم اللغة الصينية في جامعة البحرين كنقطة للتبادل الثقافي، هل ستتبعه خطوات جديدة؟
أجل، هنالك مجموعتان من الفنانين الصينيين حضروا في أكتوبر الماضي لتقديم عروض.. والقادم أكثر.

هل من كلمة أخيرة؟
إن المؤسسات الإعلامية تلعب دوراً مهماً ومحورياً في تعزيز وتنمية التعاون بين البلدين، وهدفنا المشترك الأعلى هو المساهمة في دفع العلاقات الثنائية نحو مستويات جديدة.