+A
A-

سجن متهمين 3 و10 سنوات في قضية “تفجير القريّة”

حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة برئاسة القاضي علي خليفة الظهراني وعضوية كل من القاضيين محمد جمال عوض والشيخ حمد بن سلمان آل خليفة وأمانة سر أحمد السليمان، بقضية صناعة واستعمال وحيازة عبوات متفجرة وإحداث تفجير بمنطقة القريّة بقصد ترويع الآمنين، تضم 6 متهمين “تتراوح أعمارهم مابين 17 و26 سنة، اثنان منهم توأم”؛ وذلك بمعاقبة المتهم الثاني بالسجن لمدة 10 سنوات عما أسند إليه، والمتهم الأول بالحبس لمدة 3 سنوات، فيما قضت ببراءة المتهمين من الثالث وحتى السادس مما نسب إليهم.
وقالت المحكمة في أسباب براءة المتهمين الأربعة أنه نظراًً لعدم القبض عليهم، فإنها لاترى فيما قدمته النيابة العامة من أدلة يحمل على وجه اليقين ارتكابهم للواقعة المسندة إليهم؛ وذلك لخلو الأوراق من ثمة دليل يقيني على صحة الاتهام المسند إليهم، إضافة إلى أن الأدلة المقدمة حولهم قد أحاطها الشك والريبة فأصبحت غير صالحة لأن تكون أدلة ثبوت تركن إليها في اطمئنانها أو تعمل عليها للإدانة.
وثبت بالتقريرين الطبيين الشرعيين للمتهمين الأول والثاني، أن الأول أُدخل المستشفى وهو يشكو من ألم وإصابة بالساق اليسرى والساعد الأيسر، وبعد الكشف الطبي عليه تبين وجود عدة جروح قطعية صغيرة بالقدم اليسرى والساعد الأيسر مع وجود جروح تهتكية كبيرة 1سم×10سم بالنسبة للساق اليسرى مع تشوه بالساق اليسرى ووجود كسر مفتت بمنتصف عظمة الساقين اليمنى واليسرى بوضعية معيبة، مع وجود ظلال لأجسام معتمه دائرية من الصدر والعضد الأيسر، وبضع ظلال لأجسام معتمة غير محددة المعالم في الفخذ الأيسر، وأن هذه الاصابات ناتجة عن انفجار قريب من المتهم وأنها كلها معاصرة لتاريخ الواقعة، فضلاً عن ثبوت وجود اصابات قديمة “بوقت سابق للواقعة” وهي آثار لطلقات شوزن أبقت آثاراً إلتئامية تامة التكوين. أما المتهم الثاني فثبت بتقريره الطبي الشرعي أنه جُلب للمستشفى وهو يعاني من اضطراب سريع الإثارة ومقياس غيبوبته 5/15، وكان يعاني من جروح في الجبهة وجروح متعددة بالوجه والصدر والساعدين والساقين، وعيناه مصابتان وتنزفان، وتبين بعد الكشف عليه اصابته إثر انفجار حدث بتاريخ معاصر للواقعة، وأنه مصاب بجروح في الجفن العلوي وكدمة بالعين وأن العين اليسرى يوجد بها إصابات تهتكية بملحتمة العين ما أدى إلى سقوط عدسة العين، وثبت أيضاً بتقريره وجود حبيبات من الرمال داخل تلك الجروح، مع وجود فقد للأنسجة منها، وكذلك به جروح تهتكية عميقة ممتدة للعضلات مصحوب بإزالة لطبقات الجلد في حين لا توجد أية إصابات في المخ أو الجهاز العصبي للمتهم.
كان قد ورد بلاغ للنيابة العامة مضمونه وجود مصاب إصابة بليغة منوّم بمستشفى السلمانية، تم جلبه بواسطة شخص من منطقة القُرَيّة، حيث يعاني من كسور في الرجلين والذراعين وكسر في قاعدة العين وجروح في الجبهة.
وأشارت محاضر النيابة العامة إلى أن نائبًا عريفًا التقى بالشخص الذي جلب المصاب، وقرر له الأخير أنه كان متوجها إلى مقر عمله، فحضرت له مجموعة من الأشخاص لا يتذكر عددهم تحديداً يعرف بعضهم، وكانوا يحملون شخصاً مصاباً بين أيديهم وطلبوا منه توصيله لأقرب مستشفى وأنه عندما سألهم عن سبب تلك الاصابات لم يتلق منهم أية إجابة وامتنعوا عن مرافقته للمستشفى، فوضع المصاب في سيارته، وأشار الشاهد إلى أن رائحة البترول تفوح منه ويردد عبارة “بردان، بردان” ومباشرة توجه به إلى المستشفى، وبسؤاله أمام المحكمة أشار إلى المتهمين الثالث والسادس أنهما من أحضراه له.
وذكر والد المتهم الأول أمام المحكمة أنه بيوم الواقعة وفي حوالي الساعة الخامسة فجراً، سمع صوت جرس باب منزله، وحال فتحه للباب وجد ابنه ملقى على الأرض ويوجد كسر برجله اليسرى وينزف منها الدماء فضلاً عن انتفاخ بالساعد الأيسر، وأنه عندما سأله عن سبب تلك الإصابات أجابه بأنها من جراء أحداث ليلة البارحة، مشيراً إلى أنه كان يشم رائحة البترول منه في ملابسه لأول وهله شاهده فيها. وثبت بتقرير فحص ملابس المتهمين الأول والثاني احتواؤها على مواد متواجدة عادةً في المتفجرات محلية الصنع، وأن تقرير الطبيب الشرعي الخاص بهما أشار إلى أن الإصابات التي يعانيان منها انفجارية.
وثبت من تقرير الأدلة المادية، أن ملابس المتهمين كانت تحتوي على الجازولين والكيروسين المعجلتين للاشتعال، وأن احد “البنطلونات” يحتوي على الصوديوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والتيتانيوم، وآثار لمادة النيتروسيليلوز المتواجدة عادة في المتفجرات محلية الصنع.
فأسندت النيابة العامة للمتهمين الستة “أربعة منهم هاربون” أنهم في 24/9/2013، أولاً: صنعوا واستعملوا وحازوا قنبلة محلية الصنع استخدموها في تعريض حياة الناس والأموال العامة للخطر وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي، ثانياً: قاموا بإحداث تفجير في قنبلة محلية الصنع بقصد ترويع الآمنين تنفيذاً لغرض إرهابي.