+A
A-

“أنا البحرين” مدرسة إعلامية تعلمت فيها أبجديات الإعلام الحديث

عرفناه ممثلا ناجحا بكل المقاييس، مبدعا متميزا وصاحب حضور قوي أمام الشاشة في كل الأدوار التي تصدى لها. واليوم يبهرنا بموهبة ليست بعيدة عنه كونه فنانا شاملا وذو حس رفيع. فكما أبدع في التمثيل نراه اليوم يبدع في التقديم ويكون حديث الساعة في برنامج “أنا البحرين” الذي حقق شهرة كبيرة لما تحتويه فقراته من مواضيع تمس الشارع.
إنه الفنان والمذيع الشاب عصام ناصر مقدم برنامج “أنا البحرين” حاورناه.. وجلنا في بحاره وخرجنا بهذه اللآلئ:

حدثنا عن تجربتك في التقديم وكيف رأيت الفرق بين التقديم والتمثيل؟
كلاهما من المجالات الإبداعية التي تحتاج إلى موهبة وحضور وثقافة وسرعة بديهة خصوصا بالنسبة للإعلامي بيد أن الإعلامي يكون من خلال عمله على طبيعته مع التزامه بالمصداقية والحيادية وانتصاره لمصالح بلده العليا أما عمل الفنان فيعتمد على تقمص حالات معينة ويعطيها من روحه حتى تصل بشكل مؤثر إلى المتلقي وبالنسبة لتجربتي فأترك التقييم للمشاهد الكريم.
ما الذي أضافه إليك برنامج “أنا البحرين”؟
أضاف الكثير، أنا البحرين لا يمثل بالنسبة لي مجرد برنامج، بل هو مدرسة إعلامية تعلمت فيها الكثير من أبجديات الإعلام الحديث، واضافات هذه المدرسة تعدت الجانب المهني لتحاكي فيني الجانب الإنساني، فمن خلال هذه المدرسة أدركت مدى أهمية أن يكون الإنسان حليم في تعاطيه مع مختلف الأمور ولا أنسى في هذا السياق الدور الكبير والمؤثر لأستاذي الإعلامي المخضرم وليد الذوادي معد البرنامج الذي يتعامل مع زملائه العاملين كلوحات فنية يجملها ويلونها ويعطيها من رونق خبرته، وأكثر ما يميز هذا الرجل هو حرصه على توصيل رسائل مهنية مقرونة بجوانب إنسانية يحتاجها الإعلامي.
تتطلب البرامج المباشرة أعصابا هادئة وسرعة بديهة من المذيع.. كيف استطعت أن تتأقلم سريعا وتبدع في هذا المجال؟
الفضل في ذلك يرجع إلى الله سبحانه ثم إلى القائمين على البرنامج واخص بالذكر الأساتذ وليد الذوادي وجمال الجودر مخرج البرنامج ومساعده الرائع راشد الجميري الذين يحرصون دائما على تزويدي بالملاحظات والنصائح التي تساعدني في الوصول إلى افضل النتائج.
ما هو أصعب موقف تعرضت له على الهواء؟
إلى الآن ولله الحمد لم اتعرض إلى موقف صعب عدى بعض المشاكل التقنية التي من الطبيعي أن تحدث من خلال البرامج المباشرة ولا يحس بها المشاهد الكريم ولكنها تستهلك من أعصابنا الشيء الكثير.
لا شك أن برنامج “أنا البحرين” يعد من أنجح البرامج الحوارية والخدماتية... هل تقترح أن يتضمن فقرات أخرى؟
بالفعل وهذه النوعية من البرامج يعتمد مدى نجاحها على مدى قربها من قضايا وهموم الناس وبرنامج أنا البحرين استطاع أن يتعاطى مع أهم قضايا المجتمع بكل موضوعية وحيادية وبكيفية لم يعتد عليها تلفزيون البحرين في السابق وهذه من الأمور التي تحسب للثنائي الرائع المتمثل في معالي الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شؤون الإعلام والأستاذ علي الرميحي مدير عام التلفزيون وأتمنى أن تكون هناك فقرة نتوجه من خلالها إلى المواطنين أثناء إنجازهم لمعاملاتهم الرسمية خصوصا في الوزارات والجهات المعنية بالشأن الخدماتي حتى نرصد ملاحظاتهم بشأن الخدمات التي تقدم لهم.
لنترك التقديم ونعود إلى التمثيل... ما هو جديدك؟
تم الحديث معي بشكل غير رسمي عن عمل درامي مشترك بين البحرين وعمان إضافة إلى عمل درامي محلي وأترك التفاصيل لحينها.
أمنية لطالما حلم بها عصام ناصر؟
كثيرة هي الأماني يا بوفجر ولكن بشكل عام حب الناس لعصام ناصر هو هدفي الأسمى، اللهم وفق.
ماهي المبادئ والقيم التي ترى بضرورة أن يتحلى بها الإعلامي الناجح؟
التواضع والفضيلة والبساطة في التعامل مع الناس حتى يكون ذو تأثير إيجابي في نفوسهم؟
بصراحة... هل سمعت نقدا أو ملاحظات من مشاهدي تلفزيون البحرين؟
نعم تلقيت ملاحظات من بعض المشاهدين الكرام ووجدتها بناءة وستدفعني إن شاء الله إلى المزيد من التقدم.
تدرك كونك إعلاميا وممثلا أن الحرب الإعلامية اليوم أصبحت أهم وأقوى من الحروب التقليدية... ترى كيف ننهض بهذا الجانب؟
الاستثمار في الإعلام الخاص من اهم أسباب النهوض بهذا القطاع الحيوي علاوة على انفتاح الإعلام الرسمي على قضايا الناس وتحييده بشكل لا يتعارض مع المصالح الوطنية العليا وتسخير كل الإمكانيات التي تمكنه من مواكبة التطورات المتلاحقة التي يشهدها الجانب التقني، كلها أمور تعد مصدر قوة لقطاع الإعلام الذي بات يمثل اليوم أحد اسلحة العصر التي يمكن بها أن نحمي وجودنا على كل المستويات ولنا في أزمتنا الفائتة الكثير من الدروس والعبر وبصراحة شديدة هيئة شؤون الإعلام شهدت الكثير من التقدم برئاسة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة لكونه رجلا محنكا إداريا ويتسم بقدر كبير من الحكمة ويؤمن بالكوادر الوطنية وهذا أهم ما في الموضوع مع خالص تقديري لمن سبقوه فمن بعد الراحل طارق المؤيد ظل إعلامنا البحريني يراوح مكانه، اليوم وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي ترزح تحتها هيئة شؤون الإعلام التي لم تعد خافية على أحد إلا أن الشيخ فواز مصر على بذل الجهود الحثيثة في سبيل إتاحة الفرص أمام الطاقات الوطنية الشابة لتجسد ذاتها على المستويات الإدارية والتقنية والفنية مدفوعا في ذلك بحسه الوطني المتقد الذي يلمسه الجميع عند معاليه وهو ما يدعونا للتفاؤل بأن القادم افضل.
هل فكرت في إعداد برنامج؟
على مستوى الإذاعة شاركت في إعداد برنامج مشاريع وإنجازات وقمت بإعداد وتقديم برنامج لرمضان الماضي حمل عنوان عوايدنا إلى جانب الزميلة العزيزة نورة بالشوك وأخرجه القادم بقوة احمد العبيدلي أما بالنسبة للتلفزيون تجربة الإعداد خضتها من خلال فقرة قبس من فن التي قدمتها عبر برنامج أنا البحرين في جزئه الأول.
الوقوف خلف الكاميرا في مشهد أي مسلسل يتطلب توجيها من المخرج... ترى هل يحدث ذلك في الاستوديو وقت تقديم البرنامج... أعني... هل يقوم مخرج البرنامج بنفس مهام مخرج المسلسل؟
في الغالب تكون توجيهات مخرج البرامج موجهة للطاقم الفني المتواجد في غرفة التحكم وللمصورين وقد يطلب في بعض الأحيان من المذيعين تسريع إيقاع البرنامج أو العكس حيث يعتمد ذلك على طبيعة الموضوع محل النقاش.
إلى أي مدى استطاع إعلامنا المحلي نقل هموم ونبض الشارع البحريني... وأقصد طبعا... صحافة وتلفزيون وإذاعة؟
بلا شك إن إعلامنا المحلي حقق الكثير من النقلات النوعية على مستوى نقل هموم ونبض الشارع البحريني وهذه إحدى ثمرات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى رعاه الله وبالنسبة لإذاعة وتلفزيون البحرين فإنه لا يختلف اثنان على أمر انفتاحه على قضايا الناس بشكل غير مسبوق كما ذكرت لك سلفاً.
كلمة أخيرة؟
اتمنى الخير للجميع.